Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 3-3)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلأَوَّلُ } : لاستحقاقه صفة القِدَم ، و { وَٱلآخِرُ } لاستحالة نعت العدَم . و { وَٱلظَّاهِرُ } : بالعلو والرفعة ، و { وَٱلْبَاطِنُ } : بالعلم والحكمة . ويقال : { ٱلأَوَّلُ } فلا افتتاحَ لوجوده و { وَٱلآخِرُ } فلا انقطاعَ لثبوته . { وَٱلظَّاهِرُ } فلا خفاءَ في جلال عِزِّه ، { وَٱلْبَاطِنُ } فلا سبيل إلى إدراك حقِّه . ويقال { ٱلأَوَّلُ } بلا ابتداء ، و { وَٱلآخِرُ } بلا انتهاء ، و { وَٱلظَّاهِرُ } بلا خفاء ، و { وَٱلْبَاطِنُ } بنعت العلاء وعِزِّ الكبرياء . ويقال { ٱلأَوَّلُ } بالعناية ، { وَٱلآخِرُ } بالهداية ، و { وَٱلظَّاهِرُ } بالرعاية ، و { وَٱلْبَاطِنُ } بالولاية . ويقال : { ٱلأَوَّلُ } بالخَلْق ، و { وَٱلآخِرُ } بالرزق ، و { وَٱلظَّاهِرُ } بالإحياء ، و { وَٱلْبَاطِنُ } بالإماتة والإفناء . قال تعالى : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } [ الروم : 40 ] . ويقال : { ٱلأَوَّلُ } لا بزمان ، و { وَٱلآخِرُ } لا بأوان ، و { وَٱلظَّاهِرُ } بلا اقتراب ، و { وَٱلْبَاطِنُ } بلا احتجاب . ويقال : { ٱلأَوَّلُ } بالوصلة ، و { وَٱلآخِرُ } بالخلّة ، و { وَٱلظَّاهِرُ } بالأدلة ، و { وَٱلْبَاطِنُ } بالبعد عن مشابهة الجملة . ويقال : { ٱلأَوَّلُ } بالتعريف ، و { وَٱلآخِرُ } بالتكليف ، و { وَٱلظَّاهِرُ } بالتشريف و { وَٱلْبَاطِنُ } بالتخفيف . ويقال : { ٱلأَوَّلُ } بالإعلام ، { وَٱلآخِرُ } بالإلزام ، { وَٱلظَّاهِرُ } بالإنعام { وَٱلْبَاطِنُ } بالإكرام . ويقال : { ٱلأَوَّلُ } بأن اصطفاك { وَٱلآخِرُ } بأن هداك ، { وَٱلظَّاهِرُ } بأن رعاك ، { وَٱلْبَاطِنُ } بأن كفاك . ويقال : مَنْ كان الغالبُ عليه اسمه { ٱلأَوَّلُ } كانت فكرته في حديثِ سابقته : بماذا سمَّاه مولاه ؟ وما الذي أجرى له في سابق حُكْمه ؟ أبسعادته أم بشقائه ؟ ومَنْ كان الغالبُ على قلبه اسمه { وَٱلآخِرُ } كانت فكرته فيه : بماذا يختم له حالَه ؟ وإلام يصير مآلُه ؟ أَعَلَى التوحيد يَخْرُجُ من دنياه أو - والعياذُ بالله - في النارِ غداً - مثواه ؟ ومَن كان الغالبُ على قلبه اسمُه { ٱلظَّاهِرُ } فاشتغاله بشكر ما يجري في الحال من توفيق الإحسان وتحقيق الإيمان وجميل الكفاية وحُسْنِ الرعاية . ومَنْ كان الغالبُ على قلبه اسمه { وَٱلْبَاطِنُ } كانت فكرتُه في استبهام أمره عليه فيتعثَّر ولا يدري … أَفَضْلٌ ما يعامله به ربُّه أم مَكْرٌ ما يستدرجه به ربُّه ؟ ويقال : { ٱلأَوَّلُ } علم ما يفعله عبادُه ولم يمنعه عِلْمُه من تعريفهم ، { وَٱلآخِرُ } رأى ما عَمِلوا ولم يمنعه ذلك من غفرانهم { وَٱلظَّاهِرُ } ليس يَخْفَى عليه شيءٌ من شأنهم ، وليس يَدَعُ شيئاً من إحسانهم { وَٱلْبَاطِنُ } يعلم ما ليس لهم به عِلْمٌ من خسرانهم ونقصانهم فيدفع عنهم فنونَ مَحَنهم وأحزانهم .