Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 1-5)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } . أي : أقسم بيوم القيامة . { وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ } . أي : أقسم بالنفس اللَّوَّامة ، وهي النََّفْسُ التي تلوم صاحبَها ، وتعرِف نقصانَ حالِها . ويقال : غداً … كلُّ نَفْسِ تلوم نَفْسَها : إمَّا على كُفْرِها ، وإمَّا على تقصيرها - وعلى هذا فالقَسَمُ يكون بإضمار " الرَّب " أي : أقسم بربِّ النفس اللوامة . وليس للوم النَّفْسِ في القيامةِ خطرٌ - وإنْ حُمِلَ على الكُلِّ ولكنَّ الفائدة فيه بيان أنَّ كلَّ النفوس غداً - ستكون على هذه الجُملة . وجوابُ القسَم قولُه : { بَلَىٰ } . قوله جلّ ذكره : { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ } . أيظن أنَّا لن نبعثَه بعد موته ؟ { بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ } . { قَادِرِينَ } نصب على الحال ؛ أي بلى ، نسوي بنانه في الوقت قادرين ، ونقدر أي نجعل أصابع يديه ورجليه شيئاً واحداً كخُفِّ البعير وظلف الشاة … فكيف لا نقدر على إعادته ؟ ! { بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } . يُقدِّم الزّلّةَ ويؤخر التوبة . ويقول : سوف أتوب ، ثم يموت ولا يتوب . ويقال : يعزم على ألا يستكثر من معاصيه في مستأنف وقته ، وبهذا لا تَنْحَلُّ - في الوقت - عقدةُ الإصرار من قلبه ، وبذلك لا تصحُّ توبتُه ؛ لأن التوبة من شرطها العزم على ألا يعودَ إلى مثل ما عَمِلَ . فإذا كان استحلاءُ الزلّةِ في قلبه ، ويفكر في الرجوع إلى مثلها - فلا تصح ندامتُه .