Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 6-15)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } . على جهة الاستبعاد ، فقال تعالى : { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } . { بَرِقَ } بكسر الراء معناها تحَيَّرَ ، { وَبَرقٌ } بفتح الراء شَخَصَ ( فلا يَطْرِف ) من البريق ، وذلك حين يُقَاد إِلى جهنم بسبعين ألف سلسلة ، كل سلسلة بيد سبعين ألف مَلَك ، لها زفير وشهيق ، فلا يَبْقى مَلَكٌ ولا رسول إلاَّ وهو يقول : نفسي نفسي ! { وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } كأَنهما ثوران عقيران . ويقال : يجمع بينهما في ألاَّ نورَ لهما . { يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } ؟ والمفرّ موضع الفرار إليه ، فيقال لهم : { كَلاَّ لاَ وَزَرَ } . اليومَ ، ولا مَهْربَ من قضاءِ الله . { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ } . أي : لا مَحِيدَ عن حُكْمِه . { يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } . أي : يَعْرِف ما أسْلَفَه من ذنوب أحصاها اللَّهُ - وإن كان العبدُ نسيَها . { بَلِ ٱلإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ } . للإِنسان على نفسه دليل علامة وشاهد ؛ فأعضاؤه تشهد عليه بما عمِله . ويقال : هو بصيرةً وحُجّةً على نفْسه في إنكار البعث . ويقال : إنه يعلم أَنه كان جاحداً كافراً ، ولو أَتى بكلِّ حجةٍ فلن تُسْمع منه ولن تنفعه .