Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 88, Ayat: 8-17)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } . أي : مُتَنَعِّمة ، ذات نعمةٍ ونضارةٍ . { لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } . حين وَجَدَتْ الثوابَ على سعيها ، والقبول لها . { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } . عالية في درجتها ومنزلتها وشرفها . هم بأبدانهم في درجاتهم ، ولكن بأرواحهم مع الله في عزيز مناجاتهم . { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } . لأنهم يسمعون بالله ؛ فليس فيها كلمةُ لغوٍ . قومٌ يسمعون بالله ، وقومٌ يسمعون لله ، وقومٌ يسمعون من الله ، وفي الخبر : " كنت له سمعاً وبصراً فبي يَسْمَعُ وبي يُبْصِرُ " . { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } . أراد عيوناً ؛ لأن العين اسم جنس ، والعيون الجارية هنالك كثيرة ومختلفة . ويقال : تلك العيون الجارية غداً لِمَنْ له - اليومَ - عيونٌ جارية بالبكاء ، وغداً لهم عيونٌ ناظرةٌ بحُكم اللقاء . { فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } . النمارق المصفوفة في التفسير : الطنافس المبسوطة . الزرابي المبثوثة في التفسير : البُسُط المتفرقة . وإنما خاطبهم على مقادير فُهومهم . قوله جلّ ذكره : { أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } . لمَّا ذَكَرَ وصفَ تلك السُّرُورِ المرفوعة المشيَّدة قالوا : كيف يصعدها المؤمن ؟ فقال : أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ؟ كيف إذا أرادوا الحَمْلَ عليها أو ركوبها تنزل ؟ فكذلك تلك السُّرُرُ تتطامن حتى يركبها الوليُّ . وإنما أنزلت هذه الآيات على وجه التنبيه ، والاستدلال بالمخلوقات على كمال قدرته - سبحانه . فالقومُ كانوا أصحابَ البوادي لا يرون شيئاً إلا السماءَ والأرضَ والجبالَ والجِمالَ … فأَمَرهم بالنظر في هذه الأشياء . وفي الإبل خصائص تدل على كمال قدرته وإنعامه جل شأنه ؛ منها : ما في إمكانهم من الانتفاع بظهورها للحَمْلِ والركوب ، ثم بنَسْلِها ، ثم بلحمها ولبنها ووَبَرِها … ثم من سهولة تسخيرها لهم ، حتى ليستطيع الصبيُّ أنْ يأخذَ بزِمامها ، فتنجرّ وراءه . والإبل تصبر على مقاساة العَطَش في الأسفار الطويلة ، وهي تَقْوَى على أن تحمِلَ فوق ظهورها الكثير َ من الحَمولات … ثم حِرَانُها إذا حقدت ، واسترواحُها إلى صوتِ مَنْ يحدوها عند الإعياء والتعب ، ثم ما يُعَلِّل المرءُ بما يناط بها من بِرِّها .