Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 92, Ayat: 1-4)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جل ذكره : { وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } . يغشى الأفقَ ، وما بين السماء والأرض فيستره بظُلْمتِه . والليلِ لأصحاب التحيُّر يستغرِق جميعَ أقطار أفكارهم فلا يهتدون الرشد . { وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ } . أنارَ وَظَهرَ ، ووَضح وأسفر . ونهارُ أهلِ العرفان بضياء قلوبهم وأسرارهم ، حتى لا يَخْفَى عليهم شيءٌ ، فسكنوا بطلوعِ الشمس عن تكلُّف إيقاد السراجِ . { وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } . أي : " من " خَلَقَ الذكر والأنثى ؛ وهو الله سبحانه : { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } . هذا جوابُ القَسَم ، والمعنى : إنَّ عملكم لمختلف ؛ فمنكم : مَنْ سَعْيُه في طلب دنياه ، ومنكم مَنْ سعيهُ في شهواتِ نَفْسِه واتباع هواه ، ومنكم مَنْ سعيهُ في شهواتِ ، ومنكم مَنْ في طَلَبِ جاهِه ومُناه ، وآخر في طلب عقباه ، وآخر في تصحيح تقواه ، وآخر في تصفية ذكراه ، وآخر في القيام بحُسْنِ رضاه ، وآخر في طلب مولاه . ومنكم : من يجمع بين سعي النّفْس بالطاعة ، وسَعْي القلب بالإخلاص ، وسعي البَدَن بالقُرَب ، وسعي اللسان بذكر الله ، والقول الحَسَنِ للناس ، ودعاء الخَلْقِ إلى الله والنصيحة لهم . ومنهم مَنْ سعيُه في هلاكِ نَفْسِه وما فيه هلاك دنياه … ومنهم … ومنهم .