Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 106-108)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما يؤمن أكثرهم بالله } الإيمان العلمي { إلا وهم مُشْرِكون } بإثبات موجود غيره أو الإيمان العيني إلا وهم مشركون باحتجابهم بأنائيتهم { غاشية من عذاب الله } حجاب يحجب استعدادهم عن قبول الكمال من هيئة راسخة ظلمانية { أو تأتيهم } القيامة الصغرى { بغتةً وهم لا يشعرون } بنور الكشف والتوحيد ، فلا يرتفع حجابهم فيبقون في الاحتجاب أبداً . { قُلْ هذه } السبيل التي أسلكها ، وهي سبيل توحيد الذات { سبيلي } المخصوص بي ، ليس عليه إلا أنا وحدي { أدعو إلى } الذات الأحدية الموصوفة بكل الصفات في عين الجمع { أنا ومن اتّبعني } في هذه السبيل وكل من يدعو إلى هذه السبيل فهو من أتباعي ، إذ الأنبياء قبلي كلهم كانوا داعين إلى المبدأ والمعاد وإلى الذات الواحدية الموصوفة ببعض الصفات إلا إبراهيم عليه السلام فإنه قطب التوحيد ، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم من أتباعه باعتبار الجمع دون التفصيل ، إذ لا متمم لتفاصيل الصفات إلا هو عليه الصلاة والسلام وإلا لكان غيره خاتماً السبيل الحق كما ختم لأن كل أحد لا يمكنه الدعوة إلا إلى المقام الذي بلغ إليه من الكمال { وسبحان الله } أنزهه من أن يكون غيره على سبيله ، بل هو السالك سبيله والداعي إلى ذاته { وما أنا من المشركين } المثبتين للغير في مقام التوحيد الذاتي ، المحتجبين عنه بالأنائية ، بل أنا به ، فإن عنى فهو الداعي إلى سبيله .