Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 99-105)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ودخولهم على يوسف هو وصولهم إلى مقام الصدر حال الاستقامة . ودخولهم مصر كون الكل في حضرة الجمعية الإلهية الواحدية مع تفاضل مراتبهم في عين جمع الوحدة . ورفع أبويه على العرش عبارة عن ارتفاع مرتبتي العقل والنفس عن مراتب سائر القوى وزيادة قربهما إليه وقوّة سلطنتهما عليها . وخرورهم له سجداً عبارة عن انقياد الكل وطاعتهم له بالأمر الوحداني بلا فعل حركة بأنفسهم بحيث لا يتحرك منها شعر ولا ينبض لها عرق إلا بالله . وتأويل رؤياه صورة ما تقرّر في استعداده الأول من قبول هذا الكمال . { قد جعلها ربي حقاً } أخرجها من القوة إلى الفعل { وقد أحسن بي } بالبقاء بعد الفناء { إذ أخرجني من } سجن الخلوة التي كنت فيها محجوباً عن شهود الكثرة في عين الوحدة ومطالعة الجمال في صفات الجلال { وجاء بكم من } بدو خارج مصر الحضرة الإلهية { من بعد أن نزغ } شيطان الوهم { بيني وبين إخوتي } بتحريضه إياهم على إلقائي في قعر بئر الطبيعة ، بانهماكهم وتهالكهم على اللذات البدنية { إنّ ربي لطيف } يلطف بأحبابه بتوفيقهم للكمال وتدبير أمورهم بحسب مشيئته الأزلية وعنايته القديمة { إنه هو العليم } بما في الاستعدادات { الحكيم } بترتيب أسباب الكمال وتوفيق المستعدّ للوصول إليه . { ربّ قد آتيتني من المُلْك } أي : من توحيد الملك الذي هو توحيد الأفعال { وعلّمتني من تأويل الأحاديث } أي : معاني المغيبات وما يرجع إليه صورة الغيب ، وهو من باب توحيد الصفات . { فاطِر } سماوات الصفات في مقام القلب وأرض توحيد الأفعال في مقام النفس { أنتَ وليي } بتوحيد الذات في دنيا المُلْك وآخرة الملكوت { توفني مسلماً } أفنني عني في حالة كوني منقاداً لأمرك لا طاغياً ببقاء الأنية { وألحِقْني بالصالحين } الثابتين في مقام الاستقامة بعد الفناء في التوحيد .