Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 93-98)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والقميص هو الهيئة النورانية التي اتصف بها القلب عند الوصول إلى الوحدة في عين الجمع والاتصاف بصفات الله تعالى . وقيل : هو القميص الإرثي الذي كان في تعويذه حين أُلقي في البئر ، وهو إشارة إلى نور الفطرة الأصلية . كما أن الأول إشارة إلى نور الكمال الحاصل له بعد الوصول ، والأول أولى بتبصير عين العقل فإنّ العقل لما لم تكتحل بصيرته بنور الهداية الحقانية عمي عن إدراك الصفات الإلهية . { وائتوني بأهلكم أجمعين } أي : ارجعوا إليّ عن آخركم في مقام الاعتدال ومراعاة التوسط في الأفعال ، فإن القلب متوسط بين جهتي العلو والسفالة ، وانضموا إليّ ، وائتمروا بأمري ، واقربوا مني ولا تبعدوا عن مقامي في طلب اللذت البدنية بمقتضى طباعكم . وريحه الذي وجده من بعيد هو وصول أثر رجوع القلب إلى عالم العقل والمعقول ، وإقباله إليه من محض التوحيد بتجهيز القوى الحيوانية بجهاز الحظوظ على حكم العدالة وقانون الشرع والعقل ، فقد قيل : إنه جهّز العير بأجمل ما يكون ، ووجهها إلى كنعان . وضلاله القديم هو : تعشّقه بالقلب أزلاً وذهوله عن جهتهم . وقوله : { ألم أقُلْ لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون } إشارة إلى سابق علمه برجوع القلب إلى مقام العقل . واستغفاره لهم : تقريره إياهم على حكم الفضائل العقلية بالاستقامة بعد صفائهم وذكائهم وقبولهم للهيئات النورانية بعد خلع الظلمانية .