Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 5-7)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإن تعجب } عن قولهم فهو مكان التعجب لأن الإنسان في كل ساعة خلق آخر جديد ، بل العالم لحظة فلحظة خلق جديد بتبدّل الهيئات والأحوال والأوضاع والصور ، فكيف ينكر الخلق الجديد من نظر في عالم الكون والفساد بعين الاعتبار ؟ { أولئك الذين } حجبوا عن شهود أفعال الربوبية وتجلياتها ، فكيف عن تجليات الصفات الإلهية ؟ { وأولئك الأغلال في أعْنَاقهم } فلا يقدرون أن يرفعوا رؤوسهم المنتكسة إلى الأرض القاصر نظرها إلى ما يدانيها من الحسّ فيروا ملكوت الأرواح ويشاهدوا عالم القدرة وما يبعد عن منازل الحسّ من المعقولات { وأولئكَ أصْحَابُ } نيران جهنم الأفعال في قعر هاوية الطبيعة { هم فيها خالدون } . { ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة } بمناسبة استعدادهم للشرّ لاستيلاء الهيئات المظلمة والرذائل عليها فينزعون إلى الشرّ لغلبة الشرّ عليهم . { وقد خَلَتْ من قَبْلهم } عقوبات أمثالهم { وإنّ ربّك لذو مغفرة للناس } مع ظلمهم على أنفسهم باكتساب تلك الهيئات الغاسقة الحاجبة عن النور لمن لم ترسخ فيه ولم تبطل استعداده فيزيلها بنور رحمته { وإنّ ربّك لشديد العقاب } لمن ترسخت فيه وصارت ريناً وأبطلت الاستعداد . { ويقول الذينَ كَفَروا لولا أنزل عليه آية من ربّه } حجبوا ، فلم يروا الآيات الشاهدة على النبوّة من اتصافه بصفات الله لعدم إدراكهم وعمى بصائرهم ، فلذلك لم يعدوها آيات واقترحوها على حسب هواهم ما عليك إلا إنذارهم لا هدايتهم ، إذ الهداية إلى الله { ولكل قومٍ هادٍ } يناسبهم بحسب الجنسية الفطرية فيألفونه عند كماله وتلقيه النور الإلهي ، ويقبلون الهداية منه فيهديهم الله على مظهره ، فمن ناسبك بتلك الجنسية الأصلية قبل الهداية منك ومن لا فلا .