Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 1-3)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الر كتاب أنزلناه إليك لتُخْرِج الناس } من ظلمات الكثرة إلى نور الوحدة ، أو من ظلمات صفات النشأة إلى نور الفطرة ، أو من ظلمات حجب الأفعال والصفات إلى نور الذات { بإذن ربّهم } بتيسيره بإبداع ذلك النور فيهم بهيئة الاستعداد من الفيض الأقدس من عالم الألوهية وتوفيقه بتهيئة أسباب خروجه إلى الفعل من حضرة الربوبية ، إذ الإذن منه هبة الاستعداد وتهيئة الأسباب وإلا لم يكن لأحد إخراجهم { إلى صراطِ العزيز } القوي الذي يقهر ظلمات الكثرة بنور وحدته { الحميد } بكمال ذاته . وعلى المعنى الثاني : { صراط العزيز } الذي يقهر صفات النفس بنور القلب { الحميد } الذي يهب نِعَم الفضائل والعلوم عند صفاء الفطرة . وعلى الثالث : { العزيز } الذي يقهر بسبحات ذاته أنوار صفاته ويفنى بحقيقة هويته جميع مخلوقاته الحميد الذي يهب الوجود الباقي الكامل بعد فناء الرذائل الناقص بوجود ذاته وجمال وجهه . { وويلٌ للكافرينَ } المحجوبين عن الوحدة أو الفطرة أو تجلي الذات وكشفه . ويترتب على الوجوه الثلاثة مراتب العذاب ، فهو إما عذاب محبّة الأنداد في جحيم التضادّ وإما عذاب هيئات الرذائل ونيران صفات النفس ومقتضيات الطبائع أو عذاب حجب الأفعال والصفات والحرمان عن نور الذات . { الذين } يؤثرون { الحياة الدنيا } الحسيّة على العقلية والصورية على المعنوية لوصفه الضلال بالبعد وكون عالم الحسّ في أبعد المراتب عن الله تعالى .