Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 4-9)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما أرسلنا من رسول إلا بِلِسَان قومه } أي : بكلام يناسب ما عليه حالهم بحسب استعدادهم وعلى قدر عقولهم وإلا لم يفهموا لبعد ذلك المعنى عن أفهامهم وعدم مناسبته لمقامهم ، فلم يمكنه أن يبين لهم ما في استعدادهم الأول بالقوة من الكمال اللائق به وما تقتضيه هوياتهم بحسب الفطرة { فيضلّ الله من يشاء } لزوال استعداده بالهيئات الظلمانية ورسوخها والاعتقادات الباطلة واستقرارها { ويهدي من يشاء } ممن بقي على استعداده أو لم يترسخ فيه حواجب هيئاته وصور اعتقاداته { وهو العزيز } القويّ الذي لا يغلب على مشيئته فيهدي من يشاء هدايته ويضلّ من يشاء ضلالته { الحكيم } الذي يدبر أمر هداية المهتدي بأنواع اللطف وأمر ضلال الضالّ بأصناف الخذلان على مقتضى الحكمة البالغة . { إنّ في ذلكَ لآيات لكل صبار شكُور } أي : لكل مؤمن بالإيمان الغيبي إذ الصبر والشكر مقامان للسالك قبل الوصول حال العقد الإيماني والسير في الأفعال لتحصيل رتبة التوكل ، وحينئذ آياته التي يعتبر بها ويستمدها يتمسك بها ويعتمدها في سلوكه هي الأفعال ، فكلما رأى نعمة أو سمع بها أو وصلت إليه من هداية وغيرها شكره باللسان وبالقلب بتصوره من عند الله ، وبالجوارح بحسن التلقي والقبول والطاعة والعمل بمقتضاها على ما ينبغي ، وكلما رأى أو سمع بلاء أو نزل به صبر بحفظ اللسان عن الجزع . وقول : { إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ } [ البقرة ، الآية : 156 ] وربط القلب وتصوّر أن له فيه خير أو مصلحة وإلا لما ابتلاه الله به ومنع الجوارح عن الاضطراب .