Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 1-2)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أتى أمرُ الله } لما كان صلى الله عليه وسلم من أهل القيامة الكبرى يشاهدها ويشاهد أحوالها في عين الجمع ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين " أخبر عن شهوده بقوله تعالى : { أتى أمر الله } ولما كان ظهورها على التفصيل بحيث تظهر لكل أحد لا يكون إلا بوجود المهدي عليه السلام قال : { فلا تستعجلوه } لأن هذا ليس وقت ظهوره ، ثم أكد شهوده لوجه الله وفناء الخلق في القيامة بقوله : { سبحانه وتعالى عمّا يُشْرِكون } من إثبات وجود الغير . ثم فصّل ما شهد في عين الجمع لكونه في مقام الفرق بعد الجمع يشاهد كثرة الصفات في عين أحدية الذات بحيث لا يحتجب بالوحدة عن الكثرة ولا بالعكس ، كما ذكر في قوله تعالى : { شَهِدَ ٱللَّهُ } [ آل عمران ، الآية : 18 ] الآية ، فقال : { ينزل الملائكة بالروح } أي : العِلْم الذي يحيي به القلوب ، يعني : القرآن { من } عالم { أمره } الذي انتقش فيه { على من يشاء من عباده } المخصوصين بمزيد عنايته ، إن أخبروهم بالتوحيد والتقوى ، فبين بعد بيان أحدية الذات عالم الصفات الحقيقية بتنزيل الروح الذي هو العلم ، وإثبات المشيئة التي هي الإرادة ، وعالم الأسماء بإثبات الملائكة ، وعالم الأفعال بالإنذار .