Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 77-83)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولله غيبُ السموات والأرض } أي : ولله علم الذي خفي في السموات والأرض من أمر القيامة الكبرى ، أو علم مراتب الغيوب السبعة التي أشرنا إليه من غيب الجنّ والنفس والقلب والسرّ والروح والخفي وغيب الغيوب أو ما غاب من حقيقتهما أي : ملكوت عالم الأرواح وعالم الأجساد { وما أمر } القيامة الكبرى بالقياس إلى الأمور الزمانية { إلاّ } كأقرب زمان يعبر عنه مثل لمح البصر { أو هو أقرب } وهو بناء على التمثيل وإلا فأمر الساعة ليس بزماني وما ليس بزماني يدركه من يدركه لا في الزمان { إن الله على كل شيء قدير } يقدر على الإماتة والإحياء والحساب لا في زمان كما يشاهد أهله وخاصته . { ألم يروا إلى الطير } القوى الروحانية والنفسانية من الفكر والعقل النظري والعملي ، بل الوهم والتخيّل { مسخرات في جوّ السماء } أي : فضاء عالم الأرواح { ما يمسكهنّ } من غير تعلق بمادة ولا اعتماد على جسم ثقيل { إلا الله } . { يعرفون نعمة الله } أي : هداية النبي أو وجوده لما ذكرنا أنّ كل نبيّ يبعث على كمال يناسب استعدادات أمّته ويجانسهم بفطرته ، فيعرفونه بقوّة فطرتهم { ثم ينكرونها } لعنادهم وتعنتهم بسبب غلبة صفات نفوسهم من الكبر والأنفة وحبّ الرياسة أو لكفرهم واحتجابهم عن نور الفطرة بالهيئات الغاسقة الظلمانية وتغير الاستعداد الأول { وأكثرهم الكافرون } في إنكاره لشهادة فطرهم بحقيته .