Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 25-29)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين } من التي تبتنى على دور القمر فتكون كل سنة شهراً ومجموعها خمسة وعشرون سنة ، وذلك وقت انتباههم وتيقظهم { وازْدَادُوا تِسْعاً } هي مدة الحمل . وروعيت في الآية نكتة ، هي أنه : لم يقل ثلثمائة سنة وتسعاً ، أو ثلثمائة وتسع سنين ، لاستعمال السنة في العرف وقت نزول الوحي في دورة شمسية لا قمرية ، فأجمل العدد ثم بيّنه بقوله : سنين ، فاحتمل أن يكون المميز غيرها كالشهر مثلاً ، ثم بين أنّ المدة سنين مبهمة غير معينة ، إذ لو قيل : ثلثمائة شهر سنين ، فأبدل سنين من مجموع العدد ، كانت العبارة صحيحة والمراد سنين كذا عدداً ، أي : خمسة وعشرين . ويؤيده قوله بعده : { قل الله أعلم بما لبثوا } وقال قتادة : هو حكاية كلام أهل الكتاب من تتمة سيقولون : وقوله : { قل الله أعلم } ردّ عليهم . وفي مصحف عبد الله : وقالوا : { لبثوا } ، وذلك أن اليقين غير محقق ولا مطرد . { واتْل ما أوحي إليك من كتاب ربّك } يجوز أن تكون من لابتداء الغاية ، والكتاب هو اللوح الأول المشتمل على كل العلوم الذي منه أوحى إلى من أوحى إليه ، وأن تكون بياناً لما أوحى . والكتاب هو العقل الفرقاني وعلى التقديرين { لا مبدّل لكلماته } التي هي أصول الدين من التوحيد والعدل وأنواعهما { ولن تجد من دونه ملتحداً } تميل إليه لامتناع وجود ذلك . { واصبر نفسك } أمر بالصبر مع الله وأهله وعدم الالتفات إلى غيره وهذا الصبر هو من باب الاستقامة والتمكين لا يكون إلا بالله { مع الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ } أي : دائماً هم الموحدون من الفقراء المجرّدين الذين لا يطلبون غير الله ولا حاجة لهم في الدنيا والآخرة ، ولا وقوف مع الأفعال والصفات { يريدون وجهه } أي : ذاته فحسب ، يدعونه ولا يحتجبون عنه بغيره وقت ظهورها غداة الفناء ووقت احتجابها بهم عند البقاء ، فالصبر معهم هو الصبر مع الله ، ومجاوزة العين عنهم المنهي عنها هو الالتفات إلى الغير . { إنّا أعتدنا للظالمين } أي : المشركين المحجوبين عن الحق لقوله : { إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان ، الآية : 13 ] { ناراً } عظيمة { أحاط بهم سرادقها } من مراتب الأكوان كالطباع العنصرية والصور النوعية المادية المحيطة بالأشخاص الهيولانية { بماء كالمهل } من جنس الغساق والغسلين ، أي : المياه المتعفنة التي تسيل من أبدان أهل النار مسودة فيها دسومات يغاثون بها أو غسالاتهم القذرة أو من جنس الغصص والهموم المحرقة .