Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 47-59)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويوم نسيّر الجبال } أي : نُذْهب جبال الأعضاء بالتفتيت فنجعلها هباءً منثوراً { وترى } أرض البدن { بارزة } ظاهرة مستوية ، مسطحة بسيطة ، كما كانت ، لا صورة عليها ولا تركيب ، فيها تراباً خالصاً { وحشرناهم } الضمير إما للقوى المذكورة وإما لأفراد الناس { فلم نغادر منهم أحداً } غير محشور . { وعرضوا على ربّك } عند البعث { صفّاً } أي : مصطفين مترتبين في المواقف لا يحجب بعضهم بعضاً ، كل في رتبته { لقد جئتمونا } أي : قلنا لهم ذلك اليوم : لقد جئتمونا حفاة عراة ، غرلاً فرادى ، أي : { كما خلقناكم أول مرّة بل زعمتم } بإنكاركم البعث { ألّن نجعل لكم موعداً } وقتاً لإنجاز ما وعدتم على ألسنة الأنبياء من البعث والنشور . { ووضع الكتاب } أي : كتاب القالب المطابق لما في نفوسهم من هيئات الأعمال الراسخة فيهم { فترى المجرمين مشفقين مما فيه } لعثورهم به على ما نسوا { ويقولون يا ويلتنا } يدعون الهلكة التي هلكوا بها من أثر العقيدة الفاسدة والأعمال السيئة { ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها } لكون آثار حركاتهم وأعمالهم كلها باقية في نفوسهم صغيرة كانت أو كبيرة ، ثابتة في ألواح النفوس الفلكية أيضاً ، مضبوطة فيها ، تظهر عليهم على التفصيل في نشأتهم الثانية لا محيص لهم عنها ، وهذا معنى قوله : { ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربّك أحدً } مرّ معنى سجود الملائكة وإباء إبليس . وقوله : { وكان من الجنّ } كلام مستأنف ، كأن قائلاً قال : ما بال إبليس لم يسجد ؟ قال : كان من الجنّ ، أي : من القوى البدنية المختفية بالمواد ، فلذلك { فسق عن أمر ربّه } أي : لاحتجابه بالمادة ولواحقها .