Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 113-114)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقالت اليهود ليست النصارى على شيء } لاحتجابهم بدينهم عن دينهم ، وكذا قالت النصارى لاحتجابهم بالباطن عن الظاهر كما احتجب اليهود بالظاهر عن الباطن على ما هو حال أهل المذاهب اليوم في الإسلام . { وهم يتلون الكتاب } وفيه ما يرشدهم إلى رفع الحجاب ، ورؤية حق كل دين ومذهب ، وليس أهل ذلك الدين والمذهب حقهم بباطل لتقيّدهم بمعتقدهم ، فما الفرق بينهم وبين الذين لا علم لهم ولا كتاب ، كالمشركين ، فإنهم يقولون مثل قولهم بل هم أعذر ، إذ ليس عليهم إلا حجة العقل وهم بحجة العقل والشرع { فالله يحكم بينهم } بالحق في اختلافاتهم { يوم } قيام { القيامة } الكبرى وظهور الوحدة الذاتية عند خروج المهديّ عليه السلام . وفي الحديث ما معناه : " إنّ الله يتجلى لعباده في صورة معتقداتهم فيعرفونه ، ثم يتحوّل عن صورته إلى صورة أخرى فينكرونه " ، وحينئذ يكونون كلهم ضالّين محجوبين إلا ما شاء الله وهو الموحد الذي لم يتقيد بصورة معتقده . { ومن أظلم } أي : أنقص حقاً وأبخس حظاً { ممن منع مساجد الله } أي : مواضع سجود الله التي هي القلوب التي يعرف فيها فيسجد بالفناء الذاتيّ { أن يذكر فيها اسمه } الخاص الذي هو الاسم الأعظم ، إذ لا يتجلى بهذا الاسم إلا في القلب ، وهو التجلي بالذات مع جميع الصفات أو اسمه المخصوص بكل واحد منها ، أي الكمال اللائق باستعداده المقتضي له . { وسعى في خرابها } بتكديرها بالتعصبات الباردة وغلبة واستيلاء التمنيات عليها ، ومنع أهلها المستعدّين عنها بالهرج والمرج وتهييج الفتن اللازمة لتجاذب قوى النفس ودواعي الشيطان والوهم { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } ويصلوا إليها ، أي : منكسرين لظهور تجلّي الحق فيها { لهم في الدنيا خزي } أي : افتضاح وذلّة بظهور بطلان دينهم ومعتقدهم ، وفسخه بدين الحق وانقهارهم وتحسرهم ومغلوبيتهم . { ولهم في الآخرة عذاب عظيم } هو الاحتجاب عن الحق بدينهم .