Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 116-117)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقالوا اتخذ الله ولداً } أي : أوجد موجوداً مستقلاً بذاته مخصوصاً دونه { سبحانه } ننزّهه عن أن يكون غيره شيء فضلاً عما يجانسه { بل له ما في السموات والأرض } أي : له عالم الأرواح والأجساد وهي باطنه وظاهره ، كما تقول : له الذات والوجه والصفات وأمثال ذلك . { كلّ له قانتون } موجودون بوجوده ، فاعلون بفعله ، معدومون بذواتهم ، وهو غاية الطاعة والقيام بحقه إذ هو الوجود المطلق ، فلا يوجد بدونه شيء . والوجودات المعينة صفاته وأسماؤه لامتيازها بتعيّناتها التي هي أمور إمكانية عدمية ليست عينه بالاعتبار العقليّ يقسمها إلى الوجود والماهية التي هي بدون الوجود ليست شيئاً في الخارج ، لكن في العقل . والعقليات باطنه ، فهي في الحقيقة ليست غيره فلا يكون غيره موجوداً حتى يكون ولداً ، أي : معلولاً أو مخلوقاً أو ما شئت فسمه . { بديع السموات والأرض } أي : مبدع سمواته وأرضه غير مسبوقة بمادّة ومدة ، بل هي ظلال ذاته ومنشأ عالميته منورة باسمه النورانيّ ، موجودة بوجوده الخارجيّ ولو لم يكن جهات الإمكان واعتبارات العقل بحسب اليقينيات لما اعتبرت وجوداتها أصلاً إذ هي بلا هو غير شيء فلا تكون معه موجودة بالمقارنة بل بالتحقيق بوجوده ، ولا تكون غيره بالمفارقة بل بالاعتبار العقلي . فهي باعتبار تعيناتها خلق ، وباعتبار حقيقتها حق . { وإذا قضى أمراً } أي حكم به { فإنما يقول له كن فيكون } أي : فلا يكون إلا تعلق إرادته به فيوجد بلا تخلل زمان ولا توسط شيء ، بل معاً . وذلك التعلق هو قوله وإلا لم يكن ثمّ قول ولا صوت .