Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 144-144)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قد نرى تقلب وجهك } في جهة سماء الروح في مقام الجمع عند الاستغراق في الوحدة والاحتجاب بالحق عن الخلق يؤدك وزر النبوّة ومقام الدعوة ، لعدم التفاتك إلى الكثرة ، ويعسر عليك الرجوع إلى الحق في أوّل حال البقاء بعد الفناء قبل التمكن لقوة توجهك إلى الحق { فلنولينك قِبلةً ترضاها } فلنجعلنّ وجهك يلي قبلة القلب بانشراح الصدر ، كما قال تعالى : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ } [ الشرح ، الآيات : 1 - 3 ] فإنها قبلة ترضاها لوجود الجمع هناك في صورة التفصيل وعدم احتجاب الوحدة بالكثرة ، فترضى تلك القبلة بدعوة الخلق إلى الحق مع بقاء شهود الوحدة { فوَل وجهكَ شطرَ المسجِد الحرامِ } جانب الصدر المشروح المحرّم من وصول صفات النفس ، ودواعي الهوى والشيطان { وحيثُ ما كنتم } أيها المؤمنون والمحققون ، سواء كنتم في جهة مشرق الروح ومغرب النفس { فولوا وجوهكم } جانبه ليتيسر عليكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأولى ، أي : الجهة الشرقية . والترقي عن حالكم ومقامكم ، والتوقي عن احتجابكم بدواعي الهوى والشيطان في الثانية . { وإنّ الذين أوتوا الكتاب } أي : التوراة والإنجيل وكتاب العقل الفرقاني ، أي : العقل المستفاد { ليعلمون أنه الحق من ربّهم } لاهتدائهم بما في الكتاب من توحيد الأفعال ، والصفات ، والدلالة على التوحيد المحمديّ الذاتيّ إليه ، أو بنور العقل المنوّر بالنور الشرعيّ لا المحجوب بالقياس الفكريّ .