Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 162-164)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ خالِدِينَ فيها } لطموس استعدادهم وانطفاء نور فطرتهم { لا يُخَفف عنهم العَذَاب } لرسوخ هيئاتهم المعذّبة في جواهر نفوسهم { ولا هم ينظرون } للزوم تلك الهيئات المظلمة إياهم { وإلهكم إله واحِد } ومعبودكم الذي خصصتموه بالعبادة أيها الموحدون معبود واحد بالذات ، واحد مطلق لا شيء في الوجود غيره ، ولا موجود سواه فيعبد ، فكيف يمكنكم الشرك به وغيره العدم البحت فلا شرك إلا للجهل به . { الرحمن } الشامل الرحمة لكلّ موجود { الرحيم } الذي يخصّ رحمة هدايته بالمؤمنين الموحدين وهي أوّل آية نزلت في التوحيد بحسب الرتبة ، أي : أقدم توحيد من جهة الحق لا من جهتنا . فإنّ أول التوحيد من طرفنا توحيد الأفعال وهذا هو توحيد الذات ولما بعد هذا التوحيد عن مبالغ أفهام الناس تنزل إلى مقام توحيد الأفعال ليستدلّ به عليه فقال : { إنّ في خلق السمواتِ والأرضِ } إلى آخره ، أي : أنّ في إيجاد سموات الأرواح والقلوب والعقول وأرض النفوس { واخْتِلاف } النور والظلمة بينهما وفلك البدن التي تجري في بحر الجسم المطلق { بما يَنْفع الناس } في كسب كمالاتهم { وما أنْزَل الله من السماء } أي : الروح من ماء العلم { فأحيا به } أرض النفس بعد موتها بالجهل { وبثّ فيها من كل دابَة } القوى الحيوانية الحية بحياة القلب { وتَصْريف } عصوف زيادة الأفعال الحقانية ، وسحاب تجلي الصفات الربانية المسخر المهيأ بين سماء الروح وأرض النفس { لآيات } لدلائل { لِقَوم يَعْقلون } بالعقل المنوّر بنور الشرع ، المجرّد عن شوب الوهم .