Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 165-165)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومن الناس من يَتَخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحبّ الله } أي : من يعبد من دون الله أشياء إمّا أناسيّ من جنسهم كالأزواج ، والأولاد ، والآباء ، والأجداد ، والإخوان ، والأحباب ، والرؤساء ، والملوك ، وغيرهم . وإمّا غير أناسيّ كالحيوانات ، والجمادات ، وسائر أموالهم ، بالإقبال عليهم والتوجه نحوهم ، ومراعاتهم ، وحفظهم ، والاهتمام بهم وبحالهم ، والتفكّر في بابهم ، يحبونهم كحب الله ، أي : كما يجب أن يحب الله ، فتكون تلك الأشياء عندهم مساوية في المحبة مع الله فتكون أنداداً أو شركاء لله بالنسبة إليهم ، أو تكون هي محبوباتهم ومعبوداتهم لا غير ، فهي آلهتهم كما أن الله إله الخلق فهم جعلوا لأنفسهم آلهة أنداداً لإله سائر الخلق ، إله العالمين . { والذين آمَنُوا أشدّ حباً لله } من غيره لأنهم لا يحبون إلا الله ، لا يختلط حبهم له بحب غيره ولا يتغير ، ويحبون الأشياء بمحبة الله ولله ، وبقدر ما يجدون فيها من الجهة الإلهية كما قال بعضهم : " الحق حبيبنا ، والخلق حبيبنا وإذا اختلفا فالحق أحبّ إلينا " أي : إذا لم تبق جهة الإلهية فيهم بمخالفتهم إياه لم تبق محبتنا لهم ، أو أشدّ حباً من محبتهم لآلهتهم لأنهم يحبون الأشياء بأنفسهم لأنفسهم ، فلا جرم تتغير محبتهم بتغيير إعراض النفوس أنفسهم عند خوف الهلاك ومضرّة النفس عليهم والمؤمنون يحبون الله بأرواحهم وقلوبهم ، بل بالله لله ، لا تتغير محبتهم لكونها لا لغرض ، ويبذلون أرواحهم وأنفسهم لوجهه ورضاه ، ويتركون جميع مراداتهم لمراده ويحبون أفعاله وإن كانت بخلاف هواهم ، كما قال أحدهم : @ أريد وصاله ويريد هجري فأترك ما أريد لما يريد @@ { ولو يرى الذينَ ظَلَموا } أي : أشركوا بمحبة الإنذار في وقت رؤيتهم عذاب الاحتجاب بآلهتهم { أن القوّة لله } أي : القدرة كلها لله ليس لآلهتهم شيء منها ، وشدّة عذاب الله بقرنهم بآلهتهم في نار الحرمان بالسلاسل النارية المستفاد من محبتهم إياها ، لكان ما لا يدخل تحت الوصف ولهذا المعنى حذف جواب لو .