Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 263-265)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال : { قول مَعْروف ومَغْفرة خيرٌ من صدَقَة يَتْبعها أَذَىً } إذ القول الجميل ، وإن كان بالردّ ، يفرح قلبه ، ويروّح روحه ، والصدقة إنما تنفع جسده ولا تفرّح القلب إلا بالتبعية وتصوّر النفع ، فإذا قارن ما ينفع الجسد ما يؤذي الروح تكدّر النفع وتنغص ، ولم يقع في مقابلة الفرح الحاصل من القول الجميل ، ولو لم يكن مع التنغيص أيضاً لأن الروحانيات أشرف وأحسن وأوقع في النفوس { والله غنيّ } عن الصدقة المقرونة بالأذى ، فيعطي المستحق من خزائن غيبه { حليم } لا يعاجل بالعقوبة . { مثل الذين يُنْفِقون أموَالهم ابْتِغاء مرضاة الله } هذا هو القسم الثاني من الإنفاق . فضّله على الأول بتشبيهه بالجنة ، فإن الجنة مع إيتاء أكلها تبقى بحالها بخلاف الحبة ، فأشار بها أنه ملك لهم كأنه صفة ذاتية ولهذا قال : { وتثبيتاً من أنفسهم } أي : توطيناً لها على الجود الذي هو صفة ربانية ، وقوله : { بِرَبْوَةٍ } إشارة إلى ارتفاع رتبة هذا الإنفاق وارتقائه عن درجة الأول { أصابها وابل } اي : حظ كثير من صفة الرحمة الرحمانية ومدد وافر من فيض جوده لأنها ملكة الاتصال بالله تعالى بمناسبة الوصف واستعداد قبوله والاتصاف به { فإن لم يصبها وابل } أي : حظ كثير ، فحظ قليل { والله بما تعملون بصير } بأعمالكم يرى أنها من أيّ القبيل .