Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 273-275)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ للفقراء } أي : اقصدوا بصدقاتكم الفقراء { الذين } أحصرهم المجاهدة { في سبيل الله } { لا يستطيعون ضرباً في الأرض } للتجارة والكسب لاشتغالهم بالله واستغراقهم في الأحوال وصرف أوقاتهم في العبادات . { يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف } عن السؤال والاستغناء عن الناس { تعرفهم بسيماهم } من صفرة وجوههم ، ونور جباههم ، وهيئة سحناتهم ، أنهم عرفاء فقراء ، أهل الله ، لا يعرفهم إلا الله ومن هو منهم { لا يسألون الناس إلحَافاً } أي : إلحاحاً . والمراد نفي مسئلة الناس بالكلية كقوله : @ على لاحِبٍ لا يُهْتدى بمناره @@ والمراد نفي المنار والاهتداء جميعاً ، أو نفي الإلحاف وإثبات التعطف في المسألة . { وما تنفقوا من خيرٍ } على أيّ من أنفقتم ، غنياً كان أو فقيراً { فإنّ الله به عليم } أي : بأن ذلك الإنفاق له أو لغيره ، فيجازي بحسبه . { الذينَ يُنفقونَ } عمم الإنفاق أولاً وثانياً بحسب الأوقات والأحوال ليعلم أنه لا يتفاوت بها ، بل بالقصد والنيّة { الذين يأكلون الربا لا يقومون } إلى آخره ، آكل الربا أسوأ حالاً من جميع مرتكبي الكبائر ، فإنّ كل مكتسب له توكل ما في كسبه قليلاً كان أو كثيراً ، كالتاجر والزارع والمحترف ، إذ لم يعينوا أرزاقهم بعقولهم ولم تتعين لهم قبل الاكتساب فهم على غير معلوم في الحقيقة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبى الله أن يرزق المؤمن إلا من حيث لا يعلم " وأما آكل الربا فقد عين على آخذه مكسبه ورزقه سواء ربح الآخذ أو خسر ، فهو محجوب عن ربه بنفسه وعن رزقه بتعيينه ، لا توكل له أصلاً ، فوكلّه الله تعالى إلى نفسه وعقله ، وأخرجه من حفظه وكلاءته ، فاختطفه الجنّ وخبلته ، فيقوم يوم القيامة ولا رابطة بينه وبين الله كسائر الناس المرتبطين به بالتوكل ، فيكون كالمصروع الذي مسّه الشيطان فتخبطه لا يهتدي إلى مقصد { ذلك بأنَهُم قالوا } أي : ذلك بسبب احتجابهم بقياسهم وأول من قاس إبليس فيكونون من أصحابه مطرودين مثله .