Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 276-283)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يمْحَق الله الربا } وإن كان زيادة في الظاهر { ويربي الصدقات } وإن كان نقصاناً في الشاهد ، لأنّ الزيادة والنقصان إنما يكونان باعتبار العاقبة والنفع في الدارين . والمال الحاصل من الربا لا بركة له ، لأنه حصل من مخالفة الحق فتكون عاقبته وخيمة وصاحبه يرتكب سائر المعاصي إذ كلّ طعام يولد في أكله دواعي وأفعالاً من جنسه ، فإن كان حراماً يدعوه إلى أفعال محرمة ، وإن كان مكروهاً فإلى أفعال مكروهة ، وإن كان مباحاً فإلى مباحة ، وإن كان من طعام الفضل فإلى مندوبات ، وكان في أفعاله متبرّعاً متفضلاً ، وإن كان بقدر الواجب من الحقوق فأفعاله تكون واجبة ضرورية ، وإن كان من الفضول والحظوظ فأفعاله تكون كذلك ، فعليه إثم الربا وآثار أفعاله المحرّمة المتولدة من أكله على ما ورد في الحديث : " الذنب بعد الذنب عقوبة للذنب الأول " ، فتزداد عقوباته وآثامه أبداً ، ويتلف الله ماله في الدنيا فلا ينتفع به أعقابه وأولاده فيكون ممن خسر الدنيا والآخرة ، وذلك هو المحق الكليّ . وأما المتصدّق ، فلكون ماله مزكّى ، يبارك الله في تثميره مع حفظ الأصل وآكله لا يكون إلا مطيعاً في أفعاله ، ويبقى ماله في أعقابه وأولاده منتفعاً به وذلك هو الزيادة في الحقيقة ، ولو لم تكن زيادته إلا ما صرف في طاعة الله لكفى به زيادة ، وأيّ زيادة أفضل مما تبقّى عند الله ، ولو لم يكن نقصان الربا إلا حصوله من مخالفة الله وارتكاب نهيه لكفى به نقصاً ، وأيّ نقصان أفحش مما يكون سبب حجاب صاحبه وعذابه ونقصان حظه عند الله . { والله لا يحب كل كفّار أثيم } أي : آكل الربا كفار أثيم بفعله والله لا يحبّ من كان كذلك .