Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 73-73)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فقلنا اضربوه ببعضها } بذنبها أو لسانها ، على ما ورد في القصة ، ليحيا ، فيخبركم بالقاتل . وضرب الذنب إشارة إلى إماتة النفس وتبقية أضعف قواها وآخرها ، وجهتها التي تلي النفس النباتية ورابطتها بها كالحسّ اللمسيّ مثلاً وسائر الحواس الظاهرة فإنها ذنبها . وضرب اللسان إشارة غلى تعديل أخلاقها وقواها وتبقية فكرها الذي هو لسانها ، وهما طريقان : طريق الرياضة وإماتة الغضب والشهوة ، كما هو طريق التصوّف وهو بالنفوس القوية الجانية المستولية الطاغية أولى ، وطريق التحصيل وتعديل الأخلاق كما هو سبيل العلماء والحكماء ، وهو بالنفوس الضعيفة والصافية المنقادة اللينة أولى . فضربوه ، فقام وأوداجه تشخب دماً ، وأخبر بقاتليه ، أي : صار حياً قائماً بالحياة الحقيقية وعليه أثر القتل لتعلقه بالبدن وتلوّثه بمطالبه بحسب الضرورة ، وعرف حال القوى البدنية في منعها إياه عن إدراكه وحجبها له عن نوره . { كذلكَ يُحْيي الله المَوتى } أي : مثل ذلك الإحياء العظيم ، يحيي الله موتى الجهل بالحياة الحقيقية العملية { ويُرِيكم } دلائله وآيات صفاته لكي تعقلون .