Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 14-16)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وكرر { إنني أنا الله } بالتأكيد ، وتبديل الربّ بالله لئلا يقف مع الصفات في الحضرة الأسمائية فيحتجب عن الذات إذ الرب هو الاسم الذي تجلى به له ، إذ لا يريه عند طلب الهداية والقبس إلا بذلك الاسم العليم الهادي الذي هو جبريل ، أي : إنني الواحد الموصوف بجميع الصفات { لا إله إلا أنا } لم أتكثر ولم يتعدد أنائيتي وأحديتي بكثرة المظاهر وتعدّد الصفات { فاعبدني } خصّص عبادتك بذاتي دون أسمائي وصفاتي بالعبادة الذاتية وتهيئة استعداد فناء الأنية في حقيقتي والتسبيح المطلق الذاتي { وأقم الصلوة } أي : صلاة الشهود الروحي لذكر ذاتي فوق صلاة الحضور القلبي لذكر صفاتي . { إنّ الساعة } القيامة الكبرى بالفناء المحض في عين الأحدية { آتية أكاد أخفيها } باحتجابي بالصفات لتنفصل المراتب وتظهر النفوس والأعمال { لتجزى كل نفس } بحسب سعيها من الخير والشرّ ، ويتميز الكمال والنقصان والسعادة والشقاوة فلا أظهرها إلا لأفراد خواصيّ واحداً بعد واحد لأني إن أظهرتها ظهر فناء الكل فلا نفس ولا عمل ولا جزاء ولا غير ذلك . { فلا يصدّنك عنها } فتبقى في حجاب الصفات { من لا يؤمن بها } لقصور استعداده فيقف في بعض المراتب محجوباً إما بالصفات أو الأفعال أو الآثار أو الأنداد ، أي : الشرك الخفيّ والجليّ { واتّبع هواه } في مقام النفس أو القلب ، فإن الهوى باق ببقاء الأنائية فتهلك أنت كما هلك من صدّك .