Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 17-21)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما تلك بيمينك يا موسى } إشارة إلى نفسه ، أي : التي هي في يد عقله إذ العقل يمين يأخذ به الإنسان العطاء من الله ويضبط به نفسه . { قال هي عصاي أتوكأ عليها } أي : أعتمد في عالم الشهادة وكسب الكمال والسير إلى الله والتخلق بأخلاقه عليها ، أي : لا يمكن هذه الأمور إلا بها { وأهشّ بها على غنمي } أي : أخبط أوراق العلوم النافعة والحِكَم العملية من شجرة الروح بحركة الفكر بها على غنم القوى الحيوانية { ولي فيها مآرب أخرى } من كسب المقامات وطلب الأحوال والمواهب والتجليّات . وإنما سأله تعالى لإزالة الهيبة الحاصلة له بتجلي العظمة عنه وتبديلها بالأمن ، وإنما زاد الجواب على السؤال لشدّة شغفه بالمكالمة واستدامة ذوق الاستئناس . { قال أَلقِها يا موسى } أي : خلها عن ضبط العقل { فألقاها } أي : خلاها وشأنها مرسلة بعد احتظائها من أنوار تجليات صفات القهر الإلهي { فإذا هي حيّة تسعى } أي : ثعبان يتحرّك من شدّة الغضب ، وكانت نفسه عليه السلام قوية الغضب ، شديدة الحدّة ، فلما بلغ مقام تجليات الصفات كان من ضرورة الاستعداد حظه من التجلي القهري أوفر كما ذكر في ( الكهف ) ، فبدل غضبه عند فنائه في الصفات بالغضب الإلهي والقهر الرباني فصور ثعباناً يتلقف ما يجد . { قال خذها } أي : اضبطها بعقلك كما كانت { ولا تخف } من استيلائها عليك وظهورها فيكون ذنب حالك بالتلوين ، فإن غضبك قد فنى ، فيكون متحرّكاً بأمري وليس هو مستوراً بنور القلب في مقام النفس حتى يظهر بعد خفائه { سنعيدها سيرتها الأولى } أي : ميتة ، فانية ، صائرة إلى رتبة القوّة النباتية التي لا شعور لها ولا داعية ، ولإماتته عليه السلام إياها في تربية شعيب صلوات الله عليه وجعله إياها كالقوى النباتية سميت عصاً ، ولهذا قيل : وهبها له شعيب عليه السلام .