Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 22-24)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واضمم يدك إلى جناحك } أي : اضمم عقلك إلى جانب روحك الذي هو جناحك الأيمن لتتنوّر بنور الهداية الحقانية ، فإن العقل بموافقة النفس وانضمامه إليها وإلى جانبها الذي هو الجناح الأيسر لتدبير المعاش يتكدر ويختلط بالوهم فيصير كدراً جاسياً لا يتنوّر ولا يقبل المواهب الربانية والحقائق الإلهية ، فأمر بضمه إلى جانب الروح ليتصفى ويقبل نور القدس { تخرج بيضاء } منورة بنور الهداية الحقانية وشعاع النور القدسي { من غير سوء } أي : آفة ونقص ومرض من شوب الوهم والخيال { آية أخرى } صفة منضمة إلى الصفة الأولى { لنريك } من آيات تجليات صفاتنا الآية { الكبرى } التي هي الفناء في الوحدة ، أي : لتكون ببصرك في مقام تجليات الصفات ، فنريك من طريقها وجهتها ذاتنا عند التجلي الذاتي ، فتبصرنا بنا في القيامة الكبرى . { اذهب إلى فرعون إنه طغى } بظهور الأنائية ، فاحتجب بها فتعدّى عن حدّ العبودية . وذلك يدل على أن النبوّة والرسالة غير موقوفة على الفناء الذاتي لأن الدخول في الأربعينية التي تجلى فيها له بالذات كان بعد هلاك فرعون ، وهذه الرسالة والدعوة إنما كانت في مقام تجلي الصفات . ويقوي هذا ما قلنا مراراً : إن أكثر سير النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد النبوّة والوحي والاهتداء بالتنزيل .