Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 19-24)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قطعت لهم ثياب من نار } جعلت لهم ملابس من نار غضب الله وقهره ، وهي هيئات وأجرام مطابقة لصفات نفوسهم المنكوسة ، معذبة لها غاية التعذيب { يصبّ من فوق رؤوسهم } حميم الهوى ، وحب الدنيا الغالب عليهم ، أو حميم الجهل المركّب والاعتقاد الفاسد المستعلي على جبهتهم العلوية التي تلي الروح في صورة القهر الإلهي مع الحرمان عن المراد المحبوب المعتقد فيه { يصهر به } أي : يذاب به ويضمحل { ما في } بطون استعداداتهم من المعاني القوية وما في ظاهرهم من الصفات الإنسانية والهيئات البشرية ، فتتبدل معانيهم وصورهم ، وكلما نضجت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها . { ولهم مقامع } أي : سياط { من حديد } الأثيرات الملكوتية بأيدي زبانية الأجرام السماوية المؤثرة في النفوس المادية ، تقمعهم بها وتدورهم من جناب القدس إلى مهاوي الرجس { كلما أرادوا } بدواعي الفطرة الإنسانيةوتقاضي الاستعداد الأوليّ { أن يخرجوا } من تلك النيران إلى فضاء مراتب الإنسان { من غمّ } تلك الهيئات السود المظلمة وكرب تلك الدركات الموجبة ، ضربوا بتلك المقامع المؤلمة وأعيدوا إلى أسافل الوهدات المهلكة { و } قيل لهم : { ذوقوا عذاب الحريق } . { جنات } القلوب { تجري من } تحتهم أنهار العلوم { يُحَلون فيها من أساور } الأخلاق والفضائل المصوغة { من ذهب } العلوم العقلية والحكمة العملية { ولؤلؤاً } المعارف القلبية ، والحقائق الكشفية { ولباسهم فيها حرير } شعاع أنواع الصفات الإلهية والتجليّات اللطيفة ، وهداهم { إلى الطيب من } ذكر الصفات في مقام القلب { وإلى صراط } ذي الصفات ، أي : توحيد الذات الحميدة باتصافها بتلك الصفات ، تلك بعينها صراط الذات وسلّم الوصول إليها بالفناء .