Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 25-26)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كفروا } حجبوا بالغواشي الطبيعية { ويصدّون عن سبيل الله والمسجد الحرام } الذي هو صدر فناء كعبة القلب { الذي جعلناه } لناس القوى الإنسانية مطلقاً { سواء } المقيم فيه من القوى العقلية الروحانية وبادي القوى النفسانية لإمكان وصولها إليه وطوافها فيه عند ترقي القلب إلى مقام السرّ . { ومن يرد فيه } من الواصلين إليه مراداً { بإلحاد } ميل إلى الطبيعة والهوى { بظلم } وضع شيء من العلوم والعبادات القلبية مكان النفسية كاستعمالها للأغراض الدنيوية وإظهارها لتحصيل اللّذات البدنية من طلب السمعة والمال والجاه أو بالعكس ، كمباشرة الشهوات الحسيّة واللذات النفسية بتوهم كونها مصالح الدارين أو تغير عن وجهها كالرياء والنفاق ، أو ملحداً ظالماً { من عذاب أليم } في جحيم الطبيعة . { وإذ بوّأنا } أي : جعلنا { لإبراهيم } الروح مكان بيت القلب وهو المصدر مباءة يرجع إليها في الأعمال والأخلاق . وقيل : أعلم الله إبراهيم مكانه بعدما رفع إلى السماء أيام الطوفان بريح أرسلها ، فكشف ما حولها ، فبناه على أسّه القديم ، أي : هداه إلى مكانه بعد رفعه إلى السماء . وأيام طوفان الجهل وأمواج غلبات الطبع برياح نفحات الرحمة فكشفت ما حوله من الهيئات النفسانية والألواث الطبيعية والغبارات الهيولانية فبناه على أسّه القديم من الفطرة الإنسانية { أن لا تشرك } أي : جعلناه مرجعاً في بناء البيت بأحجار الأعمال وطين الحكم وجصّ الأخلاق ، وقلنا : لا تشرك ، أي : أمرناه بالتوحيد ثم بتطهير بيت القلب عن الألواث المذكورة { للطائفين } من القوى النفسانية التي تطوف حوله للتنوّر واكتساب الفضائل الخلقية { والقائمين } من القوى الروحانية التي تقوم عليها بإلقاء المعارف والمعاني الحكمية { والرُّكع السجود } من القوى البدنية التي تستفيد منه صور العبادات والآداب الشرعية والعقلية ، أو لهداية الطالبين من المستبصرين المتعلمين ، والمجاهدين السالكين ، والمتعبدين الخاضعين .