Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 39-42)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والذين كفروا } حجبوا عن الدين { أعمالهم } التي يعملونها رجاء الثواب { كسراب بقيعة } لكونها صادرة عن هيئات خالية قائمة بساهرة نفس حيوانية { يحسبه الظمآن ماء } أي : يتوهمها صاحبها المؤمل لثوابها أموراً باقية لذيذة دائمة مطابقة لما توهمه { حتى إذا جاءه } في القيامة الصغرى { لم يجده } شيئاً موجوداً ، بل خالياً ، فاسداً ، وظناً كاذباً ، كما قال تعالى : { وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } [ الفرقان ، الآية : 23 ] . { ووجد الله عنده } أي : وجد ملائكة الله من زبانية القوى والنفوس السماوية والأرضية عند ذلك التخيّل الموهوم يقودونه إلى نيران الحرمان وخزي الخسران ، ويوفونه ما يناسب اعتقاده الفاسد وعمله الباطل من حميم الجهل وغساق الظلمة . { أو كظلمات } في بحر الهيولى اللجيّ العميق الغامر لجثة كل نفس جاهلة ، محجوبة بهيئات بدنية ، الغامس لكل ما يتعلق به من القوى النفسانية { يغشاه موج } الطبيعة الجسمانية { من فوقه } موج النفس النباتية { من فوقه } سحاب النفس الحيوانية وهيئاتها الظلمانية { ظلمات } متراكمة { بعضها فوق بعض إذا أخرج } المحجوب بها ، المنغمسن المحبوس فيها { يده } القوة العاقلة النظرية بالفكر { لم يكد يراها } لظلمتها وعمى بصيرة صاحبها وعدم اهتدائه إلى شيء ، وكيف يرى الأعمى الشيء الأسود في الليل البهيم ؟ . { ومن لم يجعل الله له نوراً } بإشراق أنوار الروح عليه من التأييد القدسيّ والمدد العقلي { فما له من نور } ، { ألم تر أنّ الله يسبح له من في } عالم سماوات الأرواح بالتقديس وإظهار صفاته الجمالية { ومن في } عالم أراضي الأجساد بالتحميد والتعظيم وإظهار صفاته الجلالية ، وطير القوى القلبية والسرية بالأمرين { صافات } مترتبات في مراتبها من فضاء السرّ ، مستقيمات بنور السكينة ، لا تتجاوز واحدة منها حدّها ، كما قال : { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } [ الصافات ، الآية : 164 ] . { كل قد علم صلاته } طاعته المخصوصة به من انقهاره وتسخره تحت قهره ، وسلطنته علمية كانت أو عملية ، ومن محافظته لتربيته وحضوره لوجهه تعالى فيما أمره به { وتسبيحه } إظهار خاصيته التي ينفرد بها ، الشاهدة على وحدانيته { والله عليم } بأفعالهم وطاعاتهم .