Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 13-19)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويضيق صدري } لعدم اقتداري على قهرهم وعلمي بامتناعهم عن قبول الأوامر الشرعية والأسرار الوحيية وما يكون خارجاً عن طور الفكر والعقل لتدربهم بذلك وتفرعنهم باستبدادهم { ولا ينطلق لساني } معهم في هذه المعاني لكونها على خلاف ما تعوّدوا به ونشؤوا عليه من الحكم العملية الداعية إلى مراعاة التعديل في الأخلاق دون الفناء بالإطلاق { فأرسل إلى هارون } العقل ليؤدّبهم بالمعقول ويسوسهم بما يسهل قبولهم له من رعاية مصلحة الدارين واختيار سعادة المنزلين فتلين عريكتهم وتضعف شكيمتهم بمداراته ورفقه وموافقته لهم بعلمه وحلمه { ولهم عليّ ذنب } بقتلي جبار الشهوة { فأخاف } إن دعوتهم إلى التوحيد وأمرتهم بالتجريد وترك الحظوظ والاقتصار على الحقوق { أن يقتلون } بالاستيلاء والغلبة ، وهذا صورة حال من احتجبت نفسه بالحكمة ولم يتألف بعد طريق الوحدة مع قوّة استعداده وعدم وقوفه مع ما نال من كمال ، فقلما تقبل نفسه خلاف ما يعتقد وتنقاد في متابعة الشريعة وتقلد إلا من تداركه سبق العناية وساعده التوفيق بالجذبة و { كلا } ردع له عن الخوف بالتشجيع والتأييد { فاذهبا } أمر باستصحاب العقل للمناسبة والجنسية وتقرير التوحيد بطريق البرهان القامع للتفرعن والطغيان و { إنّا معكم مستمعون } وعد بالكلاءة والحفظ وتقوية اليقين ، فإن من كان الحق معه لا يغلبه أحد { أن أرسل معنا بني إسرائيل } القوى الروحانية المستضعفة ، المستخدمة في تحصيل اللذات الجسمانية . وتربيته إياه وليداً ولبثه فيهم سنين صورة حال الطفولية والصبوية إلى أوان التجرّد وطلب الكمال الذي أشدّه ببلوغ الأربعين ، فإنّ القلب في هذا الزمان في تربية النفس والولاية لها لحكمة عادية الآلة . والفعلة هي الحركة المذمومة عند النفس من الاستيلاء على الشهوة والكفر الذي نسبه إليه هو إضاعة حق التربية .