Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 18-19)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ حتى إذا أتوا على وادي النمل } أي : نمل الحرص في جمع المال والأسباب في السير على طريق الحكمة العملية وقطع الملكات الرديّة { قالت نملة } هي ملكة الشره ، ملكة دواعي الحرص . وكانت على ما قيل : عرجاء ، لكسر العاقلة رجلها ومنعها بمخالفة طبعها عن مقتضاه من سرعة سيرها { يا أيها النمل } أي : الدواعي الحرصية الفائتة الحصر { ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده } أي : اختبئوا في مقارّكم ومحالكم ومباديكم لا يكسرنكم القلب والقوى الروحانية بالإماتة والإفناء . وهذا هو السير الحكمي باكتساب الملكات الفاضلة وتعديل الأخلاق وإلا لما بقيت للنملة الكبرى ولصغارها عين ولا أثر في الفناء بتجليات الصفات { فتبسّم ضاحكاً من قولها } أي : استبشروا بزوال الملكات الرديئة وحصول الملكات الفاضلة ودعا ربّه بالتوفيق لشكر هذه النعمة التي أنعم بها عليه بالاتصاف بصفاته وأفعاله والفناء عن أفعال نفسه وصفاتها . وعلى والديه ، أي : الروح والنفس بكمال الأول وتنوّره وقبول الثانية وتأثرها بقوله : { ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه } بالاستقامة في القيام بحقوق تجليات صفاتك والعبادات القلبية لوجهك ونور ذاتك { وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين } أي : بكمال ذاتك في زمرة الكمل الذين هم سبب صلاح العالم وكمال الخلق .