Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 28-36)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ اذهب بكتابي هذا } أي : الحكمة العملية والشريعة الإلهية { فألقه إليهم ثم تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون } أيقبلون الطاعة والانقياد أم يأبون { إنه من سليمان } أي : باسم الذات الموصوفة بإفاضة الاستعداد وما يخرج به ما فيه إلى العقل من الآلات وإفاضة الكمال المناسب له من الأخلاق والصفات . { ألاّ تعلو عليّ } ألا تغلبوا ولا تستعلوا { وائتوني } منقادين مستسلمين . وقولها : { يا أيها الملأ أفتوني } إلى آخره ، إشارة إلى قابلية النفس ونجابة جوهرها ومخالفتها لأمر قواها في الاستعلاء والغرور بهيئة الشوكة والاستيلاء ، وإن لم يمكنها القبول إلا بمظاهرتهم ومشاورتهم . وإفساد القرية وإذلال أعزّتها إشارة إلى منعها عن الحظوظ واللذات ، وقمع ما يغلب ويستولي على القوى بالرياضات . { وإني مرسلة إليهم بهدية } من أموال المدركات الحسيّة والشهوات النفسية ، واللذات الوهمية والخيالية ، وإمداد المواد الهيولانية بتزيينها عليهم وتسويلها لهم على أيدي الهواجس والدواعي والبواعث { فناظرة } هل يقبلها فيلين ويميل إلى النفس أو يردّها فيتصلب في الميل إلى الحق { فما آتاني الله } من المعارف اليقينية والحقائق القدسية واللذات العقلية والمشاهدات النورية { خير مما آتاكم } من المزخرفات الحسيّة والخيالية والوهمية { بل أنتم بهديتكم تفرحون } لا نحن ، وإنما فرحنا بما هو من عند الله لا بما ذكر .