Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 37-40)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ارجع إليهم } خطاب للمتخيل المرسل العارض للهدايا عليهم بالتسويل { فلنأتينهم بجنود } من القوى الروحانية وأمداد الأنوار الإلهية { لا } طاقة { لهم بها ولنخرجنهم منها } بالقهر والاستيلاء والقمع { أذلّة وهم } أذلاء بالطبع والرتبة لدنوّ مرتبتهم في الأصل والطينة وتنويرها بالآداب { قبل أن يأتوني مسلمين } أي : قبل قرب النفس وقواها بالأخلاق والطاعة ، فإن تسخير القوى الطبيعية بالأعمال والآداب أسهل وأقرب من تسخير النفس الحيوانية وقواها بالأخلاق والملكات . والعفريت هو الوهم لأنه يسخرها بالخوف والرجاء ويبعثها على الأعمال بالدواعي الوهمية والأماني الموافقة . { قبل أن تقوم من مقامك } أي : ما دمت في مقام الصدر قبل الترقي إلى مقام السرّ ، فإنّ الوهم حينئذ ينعزل عن فعله بالهداية والمشايعة : { والذي عنده علم من الكتاب } هو العقل العملي الذي عنده بعض العلم وهو الحكمة العملية والشريعة من كتاب اللوح المحفوظ يسخرها ويقرّبها ويبعثها على الطاعات بتحبيب الكمال وحصول الشرف والذكر الجميل والكرامة إليها { قبل أن يرتدّ إليك طرفك } أي : نظرك إلى ذاتك وما ينبغي لها من الترقي إلى عالمك في عالم القدس لإدراك الحقائق والمعارف الكلية ، والمشاهدات الحقّة العينية ، فإنّ الكمال العمليّ مقدّم على الكمال الذوقيّ والكشفيّ { فلما رآه مستقرّاً عنده } ثابتاً على حالة اتصاله به ، متمرّناً في الطاعة غير متغير بالدواعي الشهوانية والنوازع الشيطانية { قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر } بالطاعة والعمل بالشريعة { أم أكفر } بالمعصية ومخالفة الشريعة ، أو أشكر عند التوفيق للطاعة بالسلوك في الطريقة والإقبال على الحضرة ، وتبديل الصفات ، ومراقبة التجليات ، أم أكفر بالاحتجاب برؤية الأعمال ، والإدبار عن الحق بالغرور والعجب ، والوقوف مع المعقول والعقل .