Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 55-70)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذا سمعوا } لغواً لفضول المانع من القبول لم يلحوا وأعرضوا لكونهم أولياء موحدين لا أنبياء { سلام عليكم } سلّمكم الله من الآفات المانعة عن قبول الحق { لا نبتغي } صحبة { الجاهلين } المفقودين بالسفاهة والجهل المركّب ، فإنهم لا ينتفعون بصحبتنا ولا يقبلون هدايتنا . { إنك لا تهدي من أحببت } هدايته لاهتمامك بحاله غير مطلع على استعداده بمجرّد الجنسية النفسية أو للقرابة البدنية دون الأصلية ، أو الصحبة العارضية دون الحقيقة الروحية { ولكنّ الله يهدي من يشاء } من أهل عنايته { وهو أعلم بالمهتدين } القابلين للهداية لاطلاعه على استعدادهم وكونهم غير مطبوع على قلوبهم . { فعميت عليهم الأنباء يومئذ } أي : خُفِيت عليهم الحقائق والتبست في القيامة الصغرى لكونهم محجوبين ، واقفين مع الأغيار كالعمي ، وقد رسخ جهلهم الشامل أوقات النشأتين كقوله : { وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ } [ الإسراء ، الآية : 72 ] ، { فهم لا يتساءلون } لعجزهم عن النطلق وكونهم مختوماً على أفواههم . { فأمّا من تاب } تنصل عما غطى بصيرته وغشى قلبه واستعداده من صفات النفس ، وآمن بالغيب بطريق العلم { وعمل } في التحلية واكتساب الخيرات والفضائل { عملاً صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين } الفائزين بالتجرّد عن مقام النفس بمقام القلب والرجوع إلى الفطرة من حجاب النشأة . { وربّك يخلق ما يشاء } من المحجوبين والمكاشفين { ويختار } بمقتضى مشيئته وعنايته لهم ما يريد { ما كان لهم الخيرة } في ذلك { سبحان الله } نزّهه عن أن يكون لغيره اختيار مع اختياره فيكون شريكه . { لا إله إلا هو } لا شريك له في الوجود { له الحمد } المطلق لثبوت جميع الكمالات الظاهرة على مظاهر الأكوان ، والباطنة فيها وعنها له ، فيكون كل جميل غنيّ قوي عزيز في الدنيا بجماله وغناه وقوّته وعزّته جميلاً غنيّاً قويّاً عزيزاً ، وكل كامل عالم عارف به في الآخرة بكماله وعلمه ومعرفته كاملاً عالماً عارفاً { وله الحكم } يقهر كل شيء على مقتضى مشيئته ويحكم عليه بموجب إرادته ، فيكون كل قبيح فقير ذليل ضعيف في الدنيا بحكمه ، وتحت قهره ، كذلك وكل محجوب مخذول ، أسير ، مردود في الآخرة في قهره وتحت حكمه مخذولاً محجوباً أسيراً مردوداً { وإليه ترجعون } بالفناء في وجوده أو أفعاله وصفاته أو ذاته .