Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 126-132)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما جعله الله إلا بُشرى لكم } أي : ما جعل الإمداد بالملائكة إلا لتستبشروا به فتزداد قوة قلوبكم وشجاعتكم ونجدتكم ونشاطكم في التوجه إلى الحق والتجريد للسلوك { ولتطمئن به قلوبكم } فتتحقق الفيض بقدر التصفية والخلف بقدر الترك . { وما النصر إلاّ من عند الله } لا من الملائكة ولا من غيرهم ، فلا تحتجبوا بالكثرة عن الوحدة ، ولا بالخلق عن الحق ، فإنها مظاهر لا حقيقة لها ولا تأثير ، { العزيز } القوي الغالب بقهره { الحكيم } الذي ستر قهره ونصرته بصور الملائكة بحكمته . { ليقطع طرفاً من الذين كفروا } يقتل بعضهم تقوية للمؤمنين { أو يكبتهم } يخزيهم ويذلهم بالهزيمة إعزازاً للمؤمنين { أو يتوب عليهم } بالإسلام تكثيراً لسواد المؤمنين { أو يعذبهم } بسبب ظلمهم وإصرارهم على الكفر تفريحاً للمؤمنين . وأوقع بين المعطوف والمعطوف عليه في أثناء الكلام قوله : { ليس لك من الأمر في شيء } اعتراضاً لئلا يغفل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرى لنفسه تأثيراً في بعض هذه الأمور ، فيحتجب عن التوحيد ولا يزول ، وتتغير شهوده في الأقسام كلها ، أي : ليس لك من أمرهم شيء كيفما كان ، ما أنت إلاّ بشر مأمور بالإنذار ، إن عليك إلاّ البلاغ ، إنما أمرهم إلى الله . { يا أيها الذين آمنُوا لا تأكلوا الرِبا } أي : توكلوا على الله في طلب الرزق فلا تكسبوه بالربا ، فإنه واجب عليكم كما يجب عليكم التوكل عليه في طلب الفتح وجهاد العدوّ لئلا تجبنوا بكلاءة الله وحفظه . واعلموا أن جزاء المرابي هو جزاء الكافر ، فاحذروه لكونه محجوباً عن أفعاله تعالى كما أن الكافر محجوب عن صفاته وذاته ، والمحجوب غير قابل للرحمة وإن اتسعت ، فارفعوا الحجاب بالطاعة وترك المخالفة كي تدرككم رحمة الله .