Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 137-142)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قد خلَتْ من قَبْلِكم } بطشات ووقائع مما سنّه الله في أفعاله بالذين كذبوا بالأنبياء في توحيد الأفعال { فسيروا في الأرض فانْظروا } في آثارها فتعلموا كيف كان عاقبتهم { هذا } الذي ذكر { بيان للناس } من علم توحيد الأفعال وتفصيل المتقين الذين هم أهل التمكين في ذلك ، والتائبين الذين هم أهل التلوين ، والمصرين المحجوبين عنه المكذبين به ، وزيادة هدى وكشف عيان وتثبت واتعاظ للذين اتّقوا رؤية أفعالهم أو هدى لهم إلى توحيد الصفات والذات . { ولا تَهنوا } في الجهاد عند استيلاء الكفار { ولا تَحزنوا } على ما فاتكم من الفتح وما جرح واستشهد من إخوانكم { وأنتُم الأعْلَون } في الرتبة لقربكم من الله وعلو درجتكم بكونكم أهل الله { إن كنتم } موحدين ، لأنّ الموحد يرى ما يجري عليه من البلاء من الله فأقلّ درجاته الصبر إن لم يكن رضا يتقوّى به فلا يحظن ولا يهن { الأيام } الوقائع وكل ما يحدث من الأمور العظيمة يسمى يوماً وأياماً ، كما قال تعالى : { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ } [ إبراهيم ، الآية : 5 ] وقد مرّ تفسير { وليعلم الله } من ظهور العلم التفصيلي التابع لوقوع المعلوم . { ويتخذ مِنكم شُهداء } الذين يشهدون للحق فيذهلون عن أنفسهم ، أي : نداول الوقائع بين الناس لأمور شتى وحِكَم كثيرة ، غير مذكورة ، من خروج ما في استعدادهم إلى الفعل من الصبر والجلد وقوّة اليقين ، وقلّة المبالاة بالنفس ، واستيلاء القلب عليها ، وقمعها وغير ذلك . ولهذين العلتين المذكورتين ولتخليص المؤمنين من الذنوب والغواشي التي تبعدهم من الله بالعقوبة والبليّة إذا كانت عليهم ، ومحق الكافرين وقهرهم وتدميرهم إذا كانت لهم . وقد اعترض بين العلل قوله : { والله لا يحب الظالمينَ } ليعلم أنّ من ليس على صفة الإيمان والشهادة وتمحيص الذنوب وقوّة الثبات لكمال اليقين ، بل حضر القتال لطلب الغنيمة أو لغرض آخر فهو ظالم والله لا يحبه .