Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 145-151)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً } فمن كان موقناً شاهد هذا المعنى ، فكان من أشجع الناس كما حكى حاتم بن الأصمّ عن نفسه أنه شهد مع الشقيق البلخي رحمهما الله ، بعض غزوات خراسان . قال : فلقيني شقيق وقد حمى الحرب ، فقال : كيف تجد قلبك يا حاتم ؟ قلت : كما كان ليلة الزفاف ، بين الحالين . فوضع سلاحه وقال : أما أنا فهكذا . ووضع رأسه على ترسه ونام بين المعركة حتى سمعت غطيطه . وهذا غاية في سكون القلب إلى الله ووثوقه به لقوة اليقين { سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب } الآية ، جعل إلقاء الرعب في قلوب الكفار مسبباً عن شركهم ، لأن الشجاعة وسائر الفضائل اعتدالات في قوى النفس من وقوع ظل الوحدة عليها عند تنوّرها بنور القلب المنوّر بنور الوحدة ، فلا تكون تامة حقيقة إلا للموحد الموقن في توحيده . وأما المشرك فلأنه محجوب عن منبع القوة والقدرة بما أشرك بالله من الموجود المشوب بالعدم لإمكانه الخفيّ الوجود ، الضعيف ، الذي لم يكن له بحسب نفسه قوة ولا وجود ولا ذات في الحقيقة ، ولم ينزل الله بوجوده حجة لوجوده أصلاً لتحقق عدمه بحسب ذاته ، فليس له إلا العجز والجبن وجميع الرذائل ، إذ لا يكون أقوى من معبوده وإن اتفقت له دولة أو صولة أو شوكة فشيء لا أصل له ولا ثبات ولا بقاء كنار العرفج مثلما كانت دولة المشركين .