Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 156-160)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم } أي : يجعل ذلك القول والاعتقاد ضِيقاً وضنكاً وغمّاً في قلوبهم لرؤيتهم القتل والموت مسبباً عن فعل ، ولو كانوا موقنين موحدين لرأوا أنه من الله ، فكانوا منشرحي الصدور { والله يُحْيِي } من يشاء في السفر والجهاد وغيره { ويُمِيت } من يشاء في الحضر وغيره { لمغفرة من الله ورحمة } أي : لنعيمكم الأخروي من جنّة الأفعال وجنّة الصفات خير لكم من الدنيوي لكونكم عاملين للآخرة و { لإلى الله تُحْشَرون } لمكان توحيدكم ، فحالكم فيما بعد الموت أحسن من حالكم قبله . { فبما رحمة من الله } أي فباتصافك برحمة رحيمية ، أي : رحمة تامّة ، كاملة ، وافرة ، هي صفة من جملة صفات الله ، تابعة لوجودك الموهوب الإلهيّ لا الوجود البشريّ { لِنْتَ لهم ولو كنت فَظاً } موصوفاً بصفات النفس التي منها الفظاظة والغلظة { لانْفَضوا من حَولك } لأنّ الرحمة الإلهية الموجبة لمحبتهم إياك تجمعهم { فاعف عنهم } فيما يتعلق بك من جنايتهم لرؤيتك إياه من الله بنظر التوحيد وعلوّ مقامك من التأذي بفعل البشر ، والتغيظ من أفعالهم ، وتشفي الغيظ بالانتقام منهم { واستغْفِر لهم } فيما يتعلق بحق الله لمكان غفلتهم وندامتهم واعتذارهم { وشَاورهم } في أمر الحرب وغيره مراعاة لهم واحتراماً ، ولكن إذا عزمت ففوّض الأمر إلى الله بالتوكل عليه ورؤية جميع الأفعال والفتح والنصر والعلم بالأصلح والأرشد منه ، لا منك ، ولا ممّن تشاوره . ثم حقّق معنى التوكل والتوحيد في الأفعال بقوله : { إن يَنْصركم الله } إلى آخره .