Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 31-31)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُل إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله } لما كان عليه الصلاة و السلام حبيبه فكل من يدّعي المحبة لزمه اتباعه لأن محبوب المحبوب محبوب ، فتجب محبة النبيّ ، ومحبته إنما تكون بمتابعته وسلوك سبيله قولاً وعملاً وخلقاً حالاً وسيرة وعقيدة ، ولا تمشي دعوى المحبة إلا بهذا فإنه قطب المحبة ومظهره وطريقته طلسم المحبة ، فمن لم يكن له من طريقته نصيب لم يكن له من المحبة نصيب ، وإذا تابعه حق المتابعة ناسب باطنه وسرّه وقلبه ونفسه باطن النبيّ صلى الله عليه وسلم وسرّه وقلبه ونفسه وهو مظهر المحبة . فلزم بهذه المناسبة أن يكون لهذا المتابع قسط من محبّة الله تعالى بقدر نصيبه من المتابعة ، فيلقي الله تعالى محبته عليه ويسري من باطن روح النبي صلى الله عليه وسلم نور تلك المحبة إليه ، فيكون محبوباً لله ، محبّاً له ، ولو لم يتابعه لخالف باطنه باطن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فبَعُدَ عن وصف المحبوبية وزالت المحبية عن قلبه أسرع ما يكون ، إذ لو لم يحبّه الله تعالى لم يكن محبّاً له { ويغفر لكم ذنوبكم } كما غفر لحبيبه . قال تعالى : { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّر } [ الفتح ، الآية : 2 ] وذنبه المتقدّم ذاته ، والمتأخر صفاته ، فكذا ذنوب المتابعين كما قال تعالى : " لا يزال العبد يتقرّب إليّ … " إلى آخر الحديث . { والله غفور } يمحو ذنوب صفاتكم وذواتكم { رحيمٌ } يهب لكم وجوداً وصفات حقانيّة خيراً منها . ثم نزل عن هذا المقام لأنه أعزّ من الكبريت الأحمر . ودعاهم إلى ما هو أعمّ من مقام المحبة ، وهو مقام الإرادة .