Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 83-101)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ويمكن تطبيق قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام على حال الروح الساذج من الكمال { إذ جاء ربّه } بسابقة معرفة الأزل والوصلة الثابتة في العهد الأول { بقلب } باقٍ على الفطرة واستعداد صافٍ { سليم } عن النقائص والآفات محافظ على عهد التوحيد الفطري ، منكر على المحتجبين بالكثرة عن الوحدة ، ناظر في نجوم العلوم العقلية الاستدلالية والحجج والبراهين النظرية ، مدرك بالاستبصار والاستدلال سقمه من جهة الأعراض النفسانية والشواغل البدنية الحاجبة ، فأعرض عنه قومه البدنيون المدبرون عن مقصده ووجهته لإنكاره عليهم في تقيد الأكوان وطاعة الشيطان إلى عيدهم واجتماعهم على اللذات والشهوات التي يعودون إليها كل وقت { فراغ } أي : فأقبل مخفياً حاله عنهم على كسر آلهتهم بفأس التوحيد والذكر الحقيقي يضربهم { ضرباً } بيمين العقل فرجعوا { إليه } غالبين مستولين عند ضعفه ، ساعين في تخريب قالبه { فألقوه } في نار حرارة الرحم ، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً ، أي : روحاً وسلامة من الآفات لبقاء صفاء استعداده ونقاء فطرته ، وبنى عليه بنيان الجسد وجعل الله أعداءه من النفس الأمّارة والقوى البدنية الملقية إياه في النار من الأسفلين لتكامل استعداده ، فتوجه إلى ربّه بالسلوك { وقال إني ذاهب إلى ربّي سيهدين } ودعا ربّه بلسان الاستعداد الكامل الأصلي أن يهب له ولد القلب الصالح ، فبشّره به ورزقه .