Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 51-61)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا } بالتأييد الملكوتي والنور القدسي في الدارين . { فاصبر إِن وعد الله حق } أي : احبس النفس عن الظهور في مقابلة أذاهم ، واعلم أنك ستغلب حال البقاء والتمكين ، إنّا غالبون { واستغفر } لذنب حالك بالتنصل عن أفعالك { وسبح } بالتجريد { بحمد ربك } موصوفاً بكماله دائماً ، أي : ما دمت في حال الفناء لا تأمن التلوين بظهور النفس وصفاتها ، وجب عليك الصبر والاستغفار والتجريد عن الأوصاف التي تظهر بها النفس ، والتحقق بالله وصفاته ، فإذا حصل لك مقام الاستقامة والتمكين حال البقاء بعد الفناء فذلك وقت الغلبة وظهور النفس والوفاء بالوعد . { وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم } هذا دعاء الحال ، لأن الدعاء باللسان مع عدم العلم بأن المدعوّ به خير له أم لا دعاء المحجوبين ، وقال الله تعالى : { وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } [ الرعد ، الآية : 14 ] أي : ضياع . وأما الدعاء الذي لا تتخلف عنه الاستجابة فهو دعاء الحال بأن يهيىء العبد استعداده لقبول ما تطلبه ولا تتخلف الاستجابة عن هذا الدعاء كمن طلب المغفرة ، فتاب إلى الله وأناب بالزهد والطاعة ، ومن طلب الوصول فاختار الفناء ، ولهذا قال تعالى : { إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي } أي : لا يدعونني بالتضرّع والخضوع والاستكانة بل تظهر أنفسهم بصفة التكبر والعلوّ { سيدخلون جهنم داخرين } لدعائهم بلسان الحال مع القهر والإذلال إذ صفة الاستكبار ومنازعة الله في كبريائه تستدعي ذلك .