Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 12-13)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ميثاق بني إسرائيل } هو العهد المذكور والنقباء الإثنا عشر هم الحواس الخمس الظاهرة والخمس الباطنة والقوّة العاقلة النظرية والعاقلة العلمية { وقال الله إني معكم } أي : في العقد اللاحق أوفقكم وأعينكم لئن قمتم بحقوق التزكية والتخلية من الإعراض عن السعادات البدنية بالعبادة وترك السعادات الخارجية بالزهد ، وإيثار الثالثة التي هي الإيمان برسل العقل والإلهامات والأفكار الصائبة والخواطر الصادقة من الروح والقلب ، وإمداد الملكوت وتعزيرهم أي : تعظيمهم بتسليطهم على شياطين الوهم وتقويتهم ومنعهم وساوسها وإلقاء الوهميات والخياليات والخواطر النفسانية { وأقرضتم الله قرضاً حسناً } بالبراءة من الحول والقوة والعلم والقدرة إلى الله بالجملة من الأفعال والصفات كلها ثم من الذات بالمحو والفناء وإسلامها إلى الله { لأكفرنّ عنكم سيئاتكم } أي : وجودات هذه الثلاث التي هي حجبكم وموانعكم عنكم { ولأدخلنكم جنّات } من أفعالي وصفاتي وذاتي { تجري من تحتها الأنهار } علوم التوكل والرضا والتسليم والتوحيد . وبالجملة علوم تجليات الأفعال والصفات والذات ، فمن احتجب بعد ذلك العهد وبعث النقباء منكم { فقد ضلّ } السبيل المستقيم بالحقيقة . { قاسية } قست باستيلاء صفات النفس عليها وميلها إلى الأمور الأرضية الجاسية الصلبية فحجبت عن أنوار الملكوت والجبروت التي هي كلمات الله واستبدلوا قوى نفوسهم بها ، واستعملوا وهمياتهم وخيالياتهم بدل معارفها وحقائقها من المعاني المعقولية أو خلطوها بها ، وذلك هو تحريف الكلم عن مواضعه . { ونسوا حظاً } أي : نصيباً وافراً مما أوتوه في العهد السابق من الكمالات الكامنة في استعدادهم بالقوة ، فذكروا به في العهد اللاحق { ولا تزال تطلع على خائنة منهم } أي : على نقض عهد ومنع أمانة لاستيلاء صفات النفس والشيطان عليهم وقساوة قلوبهم { المحسنين } الذين يشاهدون ابتلاء الله إياهم فلا يقابلونهم بالعقاب فيستعملون معهم الصفح والعفو .