Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 8-22)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مهطعين إلى الداع } على كلا التأويلين لانقيادها طوعاً وكرهاً { يقول الكافرون } أي : المحجبون عن الدين أو الحق { هذا يوم عسر } لنزوعهم إلى اللذات والشهوات الحسيّة وشوقهم إليها وضراوتهم بها ، فأما غير المحجوب فأيسر شيء عليه الموت الطبيعي والإرادي جميعاً . { ففتحنا أبواب } سماء العقل بعلم منصب إلى العالم السفلي بقوة ، أي : نكسنا عقولهم بالميل إلى الدنيا والاشتغال بتدابير الأمور الجزئية وترتيب اللذات الحسية والانهماك في أمر المعاش وصرف عملها فيه ووقوفها معها واحتجابها بها عن الأمور الأخروية المؤدّي إلى هلاكهم ، فهو كقوله : { وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا } [ الإسراء ، الآية : 16 ] . { وفجرنا } أرض النفس { عيوناً } علوماً جزئية حسيّة متعلقة بكسب الحطام وجمعه والتلذذ به والترّفه فيه كأن نفوسهم كلها ذلك التدبير لشدة انجذابها إليها وحرصها فيها { فالتقى } العلمان في طلب الدنيا وجذبها { على أمر } قد قدّره الله تعالى وهو : إهلاكهم بسبب التورط في الشهوات بالجهل . وحملنا نوحاً على شريعة ذات أعمال وعلوم ترتبط بها الأعمال أو أحكام ومعاقد تستند إليها الأحكام { تجري بأعيننا } أي : تنفذ على حفظ منا في لجة جهلهم الغالب الغامر إياهم ، فلا يغلبها جهلهم فيبطلها { جزاء } لنوح عليه السلام الذي كان نعمة مكفورة من قومه بأن لم يعرفوه فيطيعوه ويعظموه فينجوا به ، بل أنكروه فعصوه فهلكوا بسببه . { ولقد تركناها } أي : آثار تلك الشريعة والدعوة إلى يومنا هذا { آية } بينة لمن يعتبر بها { فهل من } متعظ ، فإنّ طريق الحق واحد والأنبياء كلهم متوافقون في أصول الشرائع .