Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 10-15)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والذين جاؤوا من } بعد الذين هاجروا إلى الفطرة ، أي : اخذوا في السلوك وقطع منازل النفس متضرّعين قائلين بلسان الافتقار : { ربّنا اغفر لنا } هيئات الرذائل وصفات النفوس بأنوار القلوب { ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } ذنوب التلوينات بظهور تلك الصفات والضلالة بعد الهدى { ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ } بالاحتجاب بالهيئات السبعية والشيطانية ورسوخها في قلوبنا { ربنا إنك غفور } تستر تلك الهيئات بأنوار الصفات { رحيم } بإفاضة الكمالات وإراءة التجليات . { لأنتم أشدّ رهبة في صدورهم من الله } لاحتجابهم بالخلق عن الحق بسبب جهلهم بالله وعدم معرفتهم له إذ لو عرفوه لعلموا أن لا مؤثر غيره وشعروا بعظمته وقدرته فلم يبق عظم الخلق ولا أثرهم وقدرهم عندهم ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : " عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينك " . { بأسهم بينهم شديد } لكونهم غير مقهورين هناك بقهر الله ولا واقعاً ظل قهر الرسول وهيبته وعكس نور تأييده وتنوّر نفسه بالاتصال بعالم القدس عليهم { تحسبهم جميعاً } لاتفاقهم في الظاهر { وقلوبهم شتّى } لانتفاء الجمعية الحقيقية بنور التوحيد عنها وتجاذب دواعيها لتفنن تعلقاتها بالأمور السفلية وتفرّقها عن الحق بالباطل لاحتجابها بالكثرة عن الوحدة { ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } فيختارون طريق التوحيد العلمي ويتنحون عن السبل المتفرّقة الوهمية ، فإن طريق العقل واحد وطرق شيطان الوهم متفرقة ، وتشتت القلوب يوهن العزائم ويضعف القوى .