Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 39-50)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والذين كذّبوا } بتجليات صفاتنا لاحتجابهم بغواشي صفات نفوسهم { صمّ } بآذان القلوب فلا يسمعون كلام الحق { وبُكْم } بألسنتها التي هي العقول فلا ينطقون بالحق في ظلمات صفات نفوسهم وجلابيب أبدانهم وغشاوات طبائعهم كالدواب ، فكيف يصدّقونك وما هداهم الله لذلك بالتوفيق { من يشأ الله يضلله } بإسبال حجب جلاله { ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم } بإشراق نور وجهه وسبحات جماله { قل أرأيتكم } إلى آخره ، أي : كل مشرك عند وقوعه في العذاب أو عند حضور الموت إن فسرنا الساعة بالقيامة الصغرى أو رفع الحجاب بالهداية الحقانية إلى التوحيد الحقيقي ، إن فسرناها بالقيامة الكبرى يتبرّأ عن حول من أشركه بالله وقوته ويتحقق أن لا حول ولا قوة إلا بالله ولا يدعو إلا الله ، وينسى كل من تمسك به وأشركه بالله من الوسائل ، ولهذا قيل : البلاء سوط من سياط الله ، يسوق عباده . أما ترى كيف عقب كلامه بمقارنة الأخذ بالبأساء والضرّاء بإرسال الرسل . لعل تضاعف أسباب اللطف ، كقود الأنبياء وسوق العذاب ، يزعجهم عن مقارّ نفوسهم ويكسر سورتها وشدّة شكيمتها ، فيطيعوا ويبرزوا من الحجاب وينقادوا متضرّعين عند تجلي صفة القهر وتأثيرها فيهم ، ثم بيّن أنهم ما تضرّعوا لقساوة قلوبهم بكثافة الحجاب وغلبة غشّ الهوى وحب الدنيا وميل اللذات الجسمانية .