Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 16-24)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وانشقت } سماء النفس الحيوانية وانقشعت لزهوق الروح بانفلاقها عنه { فهي يومئذ واهية } لا تقدر على الفعل ولا تقوى على التحريك والإدراك حالة الموت . { والملك } أي : القوى التي تمدّها وتأوي إليها وتعتمد عليها في الإدراك وتجتمع مدركاتها عندها أو تدرك بواسطتها أو تظهر بها مدركاتها { على أرجائها } أي : جوانبها من الروح والقلب والعقل والجسم ، فافترقت عنها وتشعبت إلى جهاتها الناشئة منها أولاً { ويحمل عرش ربّك } أي : القلب الإنساني { فوقهم يومئذ ثمانية } منهم هي الأنوار القاهرة أرباب الأصنام العنصرية من الصور النوعية تحمله بالاجتماع من الطرفين العلوي والسفلي الفاعل والحامل عند البعث والنشور من كل طرف أربعة . ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : " هم اليوم أربعة ، فإذا كان يوم القيامة أيدّهم الله بأربعة آخرين فيكونون ثمانية " ، ولكن تلك الأملاك مختلفة الحقائق بحسب اختلاف أصنافها العنصرية قال بعضهم : إنها مختلفة الصور ولكونها مستولية مستعلية على تلك الأجرام شبّهت بالأوعال ، وقيل : هم على صور الأوعال تشبيهاً لأجرامها بالجبال ولكونها شاملة لتلك الأجرام بالغة إلى أقصاها حيث ما بلغت . قال بعضهم : ثمانية أملاك أرجهلم في تخوم الأرض السابعة والعرش فوق رؤوسهم وهم مطرقون مسبحون والله أعلم بحقائق الأمور . { يومئذ تعرضون } على الله بما في أنفسكم من هيئات الأعمال وصورالأفعال { لا تخفى منكم خافية فأما من أوتي كتابه } أي : اللوح البدني الذي فيه صور أعماله { بيمينه } أي : جانبه الأقوى الإلهي الذي هو العقل فيفرح به ويحب الاطلاع على أحواله من الهيئات الحسنة وآثار السعادة وهو معنى قوله : { هاؤهم اقرؤوا كتابيه * إني ظننت } إني تيقنت { أني ملاق حسابيه } لإيماني بالبعث والنشور والحساب والجزاء { فهو في عيشة راضية } أي : حياة حقيقية أبدية سرمدية { في جنّة } من جنان القلب والروح { عالية قطوفها } من مدركات القلب والروح من المعاني والحقائق { دانية } كلما شاؤوا نالوها .