Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 9-15)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وجاء فرعون } النفس الأمارة { ومن قبله } من قواها وأعوانها { والمؤتفكات } من القوى الروحانية المنقلبة عن طباعها الميل إلى الظاهر والانقلاب عن المعقول إلى المحسوس { بالخاطئة } بالخصلة التي هي خطأ وهي المجاوزة عن البواطن إلى الظاهر . { فعصوا رسول ربّهم } أي : العقل الهادي إلى الحق { فأخذهم } بالغرق في بحر الهيولى ورجفة اضطراب مزاج البدن وخرابه { أخذة } زائدة في الشدّة . { إنّا لما طغى } ماء طوفان الهيولى { حملناكم } في جارية الشريعة المركبة من الكمال العلمي والعملي { لنجعلها لكم تذكرة } لعالم القدس وحضرة الحق التي هي مقرّكم الأصلي ومأواكم الحقيقي { وتعيها أذن واعية } أي : تحفظها أذن حافظة لما سمعت من الله في بدء الفطرة باقية على حالها الفطرية غير ناسية لعهده وتوحيده ، وما أودعها من أسراره بسماع اللغو في هذه النشأة وحفظ الباطل من الشيطان والإعراض عن جناب الرحمن ، ولهذا لما نزلت قال النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ عليه السلام : " سألت الله أن يجعلها أذنك يا عليّ " ، إذ هو الحافظ لتلك الأسرار كما قال : " ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة " . { فإذا نُفِخ في الصور } هي النفخة الأولى التي للإماتة في القيامة الصغرى إذ يمنع حمله على الكبرى قوله : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } [ الحاقة ، الآية : 19 ] وما بعده من التفصيل . وهذا النفخ عبارة عن تأثير الروح القدسي بتوسط الروح الإسرافيلي الذي هو موكل بالحياة في الصورة الإنسانية عند الموت لإزهاق الروح فيقبضه الروح العزرائيلي وهو تأثير في آن واحد ، فلذلك وصفها بالوحدة . { وحملت } أرض البدن وجبال الأعضاء { فدكتا دكّة واحدة } وجعلتا أجزاء عنصرية متفرقة .