Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 179-194)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أولئك كالأنعام } لفقدان إدراك الحقائق والمعارف التي تقرّبهم من الله بالقلوب وعدم الاعتبار بالأعين والإذكار بالأسماع { بل هم أضلّ } لوجود الشيطنة فيهم الموجبة للبعد بفساد العقائد وكثرة المكايد { ولله الأسماء الحسنى } قد مرّ أن كل اسم هو الذات مع صفة ، والله يدبر كل أمر باسم من أسمائه { فادعوه } عند الافتقار إلى ذلك الاسم به إما بلسان الحال كما أن الجاهل إذا طلب العلم يدعوه باسمه العليم ، والمريض إذا طلب الشفاء يدعوه باسمه الشافي ، والفقير إذا طلب الغِنى يدعوه باسمه المغني ، كل بتحصيل الاستعداد الذي استلزم قبوله لتأثير ذلك الاسم وأثر تلك الصفة . وأما بلسان القال كما إذا قال الأول : يا رب ، يريد به يا عليم ، لاختصاص ربوبيته بذلك الاسم . والثاني : يريد بيا رب يا شافي . والثالث : يا مغني . وأما بلسان الفعل كما يدعوه الطالب السالك باتصافه بتلك الصفة فإذا فنى عن علمه بعلمه دعاه باسمه العليم ، وإذا وجد شفاء دائه منه وطلب منه أن يشفي غيره باتصافه بصفة الشفاء دعاه باسمه : الشافي ، وإذا استغنى عن فقره به دعاه باسمه : الغني . وهذه هي الدعوة المأمور بها الموحدون من المؤمنين فليمتثلوا . { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } يطلبون هذه الصفات من غيره ويضيفونها إليه فيشركون به . المراد بالساعة : وقت ظهور القيامة الكبرى ، أي : الوحدة الذاتية بوجود المهدي ولا يعلم وقتها إلا الله كما قال النبيّ عليه الصلاة والسلام في وقت خروج المهدي : " كذب الوقاتون " ، ولعمري ما يعلمها عند وقوعها أيضاً إلا الله كما هي قبل وقوعها . { ثقلت في السموات والأرض } إذ لا يسع أهلها علمها . { إنّ الذين تدعون من دون الله } كائنين من كانوا ، ناساً كانوا أو غيرهم { عباد أمثالكم } في العجز وعدم التأثير { فادْعُوهم } إلى أمر لا ييسره الله لكم { فليستجيبوا لكم } إلى تيسيره { إن كنتم صادقين } في نسبة التأثير إلى الغير ، كما قال النبيّ عليه الصلاة والسلام لابن عباس : " يا غلام ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك . وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله . واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك ، رُفِعَت الأقلام وجفت الصحف " " .