Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 195-200)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ألَهُم أرْجُل يَمْشون بها } استفهام على سبيل الإنكار ، أي : ألهم أرجل ولكن لا يمشون بها بل بالله ، إذ هو الذي يمشيهم بها وكذا سائر الجوارح { قل ادعوا شركاءكم } من الجنّ والإنس { ثم كيدون } إن استطعتم فإنّ متولي أمري وحافظي ومدبري هو { الله الذي } يعلمني بتنزيل الكتاب { وهو يتولى } كل صالح ، أي : كل من قام به في حال الاستقامة . وكلما ورد الصالح في وصف نبيّ من الأنبياء أُريد به الباقي بالحق بالاستقامة والتمكين بعد الفناء في عين الجمع القائم بإصلاح النوع بإذن الحق { وتراهم ينظرون إليك وهم لا يُبْصِرون } أي : إن تدع المطبوع على قلوبهم من المشركين وغيرهم إلى الهدى لا يسمعوا ولا يطيعوا وتراهم مع صحة البصر والنظر لا يبصرون الحق ولا حقيقتك لأنهم عمي القلوب في الحقيقة . { خُذ العَفو } أي : السهل الذي يتيسر لهم ولا تكلفهم ما لا يتيسر لهم { وأمُرْ بالعرف } أي : بالوجه الجميل { وأعرض عن الجاهلين } بعدم مكافأة جهلهم . وعن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه : " أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها " . قال ذلك لقوة دلالتها على التوحيد ، فإن من شاهد مالك النواصي وتصرفه في عباده وكونهم فيما يأتون ويذرون به لا بأنفسهم ، لا يشاقهم ولا يداقهم في تكاليفهم ولا يغضب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يتشدّد عليهم ويحلم عنهم . { وإما يَنْزغنك من الشيطان نَزْغ } أي : نخس وداعية قوية تحملك على مناقشتهم برؤية الفعل منهم ونسبة الذنب إليهم { فاستعذ بالله } بالشهود والحضور لفاعليته { إنه سميع } يسمع أحاديث النفس ووساوس الشيطان في الصدر { عليم } بالنيّات والأسرار .